نظمت مؤخرا جمعية «أحرار الوطن» لقاء مفتوحا حول العمل التشاركي وذلك من اجل تأسيس فكرة جديدة للتعامل مع المجتمع المدني وتقريب وجهات النظر في كل المواضيع التي تهم البلاد من أجل أداء أفضل. انعقد هذا اللقاء مؤخرا بقاعة الجلسات بالتعاون مع بلدية باجة وجمعية المحافظة على البيئة وقد أشرف على إثراء هذا الموضوع السيد طه اليوسفي منسق برامج تونس من المغرب الشقيق والذي أشار الى أهمية التشخيص التشاركي والموضوعي للمشاغل والحاجيات والمطالب التي تهم الأفراد عن طريق مراحل وآليات تحقق الاقتراب أكثر من الواقع مما يعني تشارك المجتمع المدني والمؤسساتي والجمعياتي بما في ذلك النيابات الخصوصية .
أشار السيد طه اليوسفي الى أن هذه النقطة المتمثلة في مفهوم «المشاركة» قد وقع التطرق إليها في جلسة صياغة الدستور الجديد بالمجلس الوطني التأسيسي مؤكدا إمكانية تحقيق العمل الجمعيّاتي لهذا الهدف وترجمة العمل التشاركي على أرض الواقع بتغيير منهجية التفكير وقبول المشاركة والتشارك في مفهومهما الشامل للارتقاء بالمجتمع المدني ليقدم خدمات تضمن له وللمواطن مشاركة في بناء السياسات التي تترجم على الصعيد المحلي من أجل تنمية تنطلق من المواطن بالاستجابة لحاجياته مثل النظافة والبيئة وكل المواضيع التي تمسه وإشراكه في التشخيص والتعرف على المشكل ..
وقد تساءل المشاركون في هذا اللقاء عن الطرق الكفيلة بتحقيق مبدإ التشاركية من قبل مختلف الأطراف الاجتماعية بما في ذلك الجمعيات والمؤسسات مؤكدين على ضرورة نقد الذات أولا باعتبار التفاوت في العقليات بين الجهات لترسيخ ثقافة العمل والمبادرة وتسهيل الإنجاز والقطع مع مرجعية مسار المفهوم التشاركي في المنحى السياسي الذي سارت عليه البلد لسنوات طوال والذي يعمل ضد مصلحة المواطنين والبلاد.
وقد رد السيد منسق برامج تونس بالتأكيد على ضرورة خوض التجربة مهما كان حجم الأخطاء للتعلم وذلك بتحديد المشاركين من ذلك المؤسسات الحكومية والمندوبيات والإدارات المركزية والمؤسسات المحلية والقطاع الخاص لتكوين رؤى والنظر فيما هوموجود ووضع آراء ومقترحات وتحديد الأولويات بما في ذلك إمكانيات الدولة وتناول معطيات علمية ديمغرافية لتحديد حاجيات السكان أيضا وإقحامها في العمل التشاركي للنظر في النقاط الواقعية الممكنة حسب الإمكانيات المتاحة.