انخرط السيد فرج عوف وزوجته وهما اصيلا مدينة زرمدين من ولاية المنستير في العمل الجمعياتي منذ سنوات وقد انشا بفرنسا جمعية تحمل اسم تجديد بلا حدود وهي جمعية انطلقت في عملها الفعلي سنة 1996. وبلغ عدد المنخرطين في هذه الجمعية اليوم ما يزيد عن الثلاثة آلاف منخرط. ولعبت الجمعية طوال السنوات الاخيرة دورا كبيرا في المجال الاجتماعي وغيره وقدمت صورة واضحة عن اجتهاد التونسيين خارج الحدود وقدرتهم على العمل في مجالات غير متداولة على غرار تأطير المهاجرين وخاصة الشبان ومساعدة الجدد منهم في الانخراط في المجتمع الفرنسي وتسهيل حصولهم على وثائق الاقامة وحتى إيجاد مواطن شغل للبعض منهم لحمايتهم من الانحراف اضافة الى مساعدة الطلبة على التسجيل في الجامعات الفرنسية وتسهيل اجراءات اقامتهم وحصولهم على المنح الدراسية وقال السيد فرج عوف ان الجمعية بدأت صغيرة ولكن بأحلام كبيرة واستطاعت في ظرف سنوات ان تحتل مكانة متميزة ضمن الجمعيات الكثيرة الموجودة في فرنسا وقد حرص بمعية زوجته سالمة على ان يكون العمل فيها شفافا منذ بدايته وانطلقا في العمل الى ان حازا على ثقة من حولهم من التونسيين والأجانب . ولئن انطلق نشاط الجمعية عاديا فانه عرف فيما بعد منعرجا كبيرا وبلغت أصداؤه الصحافة الفرنسية التي نوهت في اكثر من مناسبة بمجهود الهيئة التي أصبحت تضم في تركيبتها الادارية اكثر من خمسين مسؤولا يجمع بينهم الانسجام والتوافق وتعددت الانشطة بتوفر الدعم وتراوحت بين تنظيم ايام تونسية للتعريف بالتقاليد في الاكل والملبس وكذلك ايام صحية لتوعية المهاجرين وتحسيسهم بمخاطر بعض الامراض وتنظيم السهرات الفنية التونسية كما حرصت الهيئة على الاشعاع محليا من خلال تزويد المستشفى المحلي بزرمدين بسيارة اسعاف مجهزة كانت حديث وسائل الاعلام لمدة طويلة ومن جهتها تحدثت السيدة سالمة عوف عن الجمعية وقالت ان طموحاتها وطموحات الهيئة بلا حدود لذلك فقد قامت مؤخرا بنشر كتيبات باللغة الفرنسية تبرز نضالات المهاجرين التونسيين وتبين انهم لم يكونوا ابدا حملا على فرنسا ولم يأكلوا خيراتها ولم يضايقوا الفرنسيين في اعمالهم وإنما كان لهم دور كبير في بناء المجتمع الفرنسي ودعم ثرواته بالطاقات المتعددة وهي تتمنى ان يسهم هذا الكتيب في تغيير نظرة الفرنسي الذي يرى في المهاجر التونسي مصدر ازعاج يتحتم ابعاده في الوقت الذي من المفروض ان يدعمه ويسانده من اجل ان يتمتع بكامل حقوقه.
واعتبارا للنجاحات التي بلغتها الجمعية في فرنسا فكر الزوجان التونسيان في انشاء جمعية موازية لما هو موجود في الخارج وهو ما تم بالفعل وقد انطلقت الجمعية المحلية في عملها وساهمت في تقديم بعض المساعدات الاجتماعية بمناسبة رمضان المبارك والعودة المدرسية وقامت بحماية بعض المؤسسات التربوية وهي تستعد بمشاركة الاطراف الفاعلة في المدينة من منظمات ومكونات للمجتمع المدني الى إنشاء مركز يأوي العجز وفاقدي السند و يكون في نفس الوقت ناديا يجمع شمل المتقاعدين من ابناء المنطقة وقد تمكنت الجمعية من شراء الارض التي سيقام عليها المشروع وما زالت تنتظر فقط مساندة المسؤولين المحليين والجهويين الذين وعدوا بتذليل الصعوبات وتبسيط الاجراءات للحصول على الوثائق اللازمة لتنفيذه.