معاناة سكان جهة جندوبة سواء سكان الأرياف أو المدن من اجل التزود بالماء الصالح للشرب كما عمق الهوة بين المواطن والمصالح الجهوية التي عجزت على الأقل في الوقت الراهن على توفير ماء صالح للشرب للجهة. من المعلوم أن جهة جندوبة تحتوي على مخزون هائل من الماء الذي تتزود منه عدة جهات من الجمهورية وذلك بفضل الآبار العميقة والسدود والبحيرات والعيون الطبيعية المتواجدة بعدة مناطق من الجهة لكنها حرمت من هذه النعمة الطبيعية التي تحولت نقمة على أهلها. وحظيت الجهة بمشروع ضخم يمكن المناطق الريفية النائية والبعيدة من الماء الصالح للشرب في إطار مشروع المحاور الكبرى والذي سيشمل حسب التقديرات أكثر من 200 ألف عائلة وبتكلفة تفوق 90 مليارا وهو مشروع عرف بطءا رغم بدايته الموفقة وذلك لأسباب أغلبها مطلبية مما زاد في سوء وضع سكان المناطق البعيدة المعطشة وهو مشروع يتطلب عودة قياسية للأشغال حتى تفي الشركات المنجزة بوعودها من ناحية الآجال والتوقيت وهي هنا مسؤولية المواطن بالدرجة الأولى في تيسير مهمة شركات الأشغال. ويمكن القول أن كل تأخير يكون الخاسر الوحيد فيه المواطن ويزيد من تواصل أزمة تحصيل الماء الصالح للشرب. بالتوازي مع استحثاث نسق التسريع في مشروع المحاور الكبرى خاصة وهو من استحقاقات الجهة تم وضع برنامج استثنائي لتزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشرب وتحسين جودته في المدن والأرياف حتى تبلغ مستوى المعدل الوطني في التزويد بالماء الصالح للشرب مع بحث التقنيات الملائمة لتزويد المناطق ذات الجغرافية الصعبة بالماء الصالح للشرب. مراجعة الشبكة القديمة ضرورة ملحة من المسائل التي تتطلب تدخلات أيضا للتخلص من السلبيات القديمة في تحصيل الماء الصالح للشرب هو مراجعة الشبكة القديمة خاصة وقد بان بالمكشوف كثرة عطبها وتكرره بما ساهم في إهدار كميات كبيرة من المياه إضافة لظاهرة القطع المستمر للماء خاصة صيفا أمام تزايد الحاجة والاستعمال. والمراجعة والصيانة تمكن كذلك من إيجاد حلول نهائية لمسألة طريقة التزود بالمدن من خلال إقرار قنوات إضافية للنجدة عند الحاجة تكون في شكل مخزون إحتياطي ذلك أن جميع مدن الجهة تتزود من خط واحد وفي ذلك مشكل كبير عند ظهور خلل بالخطوط الرئيسية نظرا لغياب خط دعم.