اذا اجتمع التصديق بالرسول صلى الله عليه وسلم بالقلب والنطق بالشهادة باللّسان ثمّ تطبيق ذلك العمل بما جاء به تمَّ الايمان به صلّى الله عليه وسلّم...وهذا أحد حقوقه صلى الله عليه و سلم على أمته ومن الحقوق أيضا نذكر: 1 الايمان به صلّى الله عليه وسلّم وتصديقه فيما أتى به: قال تعالى {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}(التغابن 8) وتصديقه في جميع ما جاء به وقاله ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللّسان بأنّه رسول الله. 2 وجوب طاعته صلّى الله عليه وسلّم: فاذا وجب الايمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته لأنّ ذلك ممّا أتى به قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} (الأنفال 20) وقال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ اِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر 13). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فانّما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم». (رواه البخاري ومسلم) 3- اتباعه صلّى الله عليه وسلّم واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه: قال تعالى {قُلْ اِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران 31) 4- محبته صلّى الله عليه وسلّم أكثر من الأهل والولد والوالد والنّاس أجمعين: قال تعالى {قُلْ اِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَاِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ اِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة 24) وعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ اِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (رواه البخاري ومسلم). ولمّا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ اِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ اِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ اِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَاِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ اِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْآنَ يَا عُمَر» (رواه البخاري). 5- الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم: قال تعالى {اِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب 56) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». (رواه مسلم) 6 وجوب التحاكم اليه والرضي بحكمه صلّى الله عليه وسلّم: قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَاِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ اِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ اِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}(النساء 59) فالرد يكون اليه صلى الله عليه وسلم في حياته والى سنته بعد مماته. وقال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}(النساء 65) ويكون التحاكم الى سنته وشريعته بعده. 7 احترامه وتوقيره ونصرته: كما قال تعالى {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}( الفتح 9) وقال تعالى {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا} (النور 63). وحرمة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد موته وتوقيره لازم كحال حياته وذلك عند ذكر حديثه وسنته وسماع اسمه وسيرته وتعلم سنته والدعوة اليها ونصرتها.