عدم الإلمام بقواعد ذبح وسلخ الأضحية يدفع البعض من التونسيين الى تخصيص ميزانية معينة والاستنجاد بالجزار. واستنادا الى أن العيد يمثل مناسبة للتسامح والرحمة فهل يقبل الجزار أن يذبح أضحية غيره دون أي مقابل مادي؟ لئن يستغل بعض الجزارة يوم عيد الاضحى للمتاجرة وتحقيق الربح فإن بعضهم الآخر يرفض أي مابل. يقول حمادي (صاحب مجزرة بالسوق المركزية بالعاصمة : «في السابق عندما كنت أحتكم الى قليل من قوة الشباب كنت غالبا ما أسارع وألبي رغبات الجيران إذ أذبح وأسلخ لهم اأضحية وأرفض أن آخذ أي مقابل ازاء ذلك المجهود... لكن الآن وبحكم تقدمي في السن أكتفي بذبح اضحيتين ان المشكل أن العديد يتحولون يوم العيد الى جزارين في عجلة من أمرهم يتاجرون من أجل تحصيل النقود. من أجل رحمة الوالدين هشام جزار معروف برأس الدرب بباب الجديد يذبح أضاحي أقاربه وجيرانه فقط من أجل رحمة الوالدين يقول متحدثا عن يوم العيد : «أتذكر أنني ذبحت 37 أضحية في يوم واحد بدأت وقتها بعد صلاة العيد وأتممت هذه المهمة مع الساعة الواحدة بعد الظهر صدقني لم أتقاض أي مليم سوى فنجان قهوة أو قليل من المشوي بل أكثر من ذلك أنني أصطحب صانع معي وأعطيه نقود من جيبي كل ذلك من أجل الثواب وهو مبدأ ورثته عن والدي وأحيانا أعود لهم من أجل تقطيع اللحم وتصنيفه وتقديده». طرفة ومن بين الطرف التي حدثت يتذكر هشام فيقول «في الغالب ثمة من أذبح لهم أضاحيهم لكن حدث أن طلب مني أحدهم أن أذبح له أضحيته وكان وقتها يسكن بعمارة في الطابق الثالث وعندما بادرنا بجذب العلوش هرب منا وسقط من «البالكون» فما كان مني إلا أن نزلت بسرعة وذبحته أي «حللته» قبل أن يموت. إن الجزارة الذين يتقاضون نقودا مقابل ذبح هذه الأضحية أو تلك يعدونها مقابلا لأتعابهم مطالبين على الأقل بتقديم مثل هذه الخدمة بمقابل رمزي والله لا يضيع أجر المحسنين.