بمجرد ذبح العلوش يسارع بعض الرجال الى نفض ايديهم من كل شيء، تاركين لزوجاتهم مسؤولية التصرف، البعض الآخر منهم وعلى عكس ذلك يحرص على التكفل بكل المراحل التي تلي عملية الذبح. بعضهم يكتفي بعملية الذبح ويترك مهمة تنظيف وغسل «الدوارة» وتقطيع اللحم لزوجته ليس من حيث انه يرى فيها انتقاصا لرجولته وانما وكما يقول السيد محمد: «هي مجرد عادة درجت عليها فأنا بحكم انني الاصغر في العائلة كنت دائما اترك مثل هذه المسؤوليات لإخواتي الذين يكبرونني سنّا». ولكن مثل هذه العادة تقلق الزوجة وتتعبها تماما مثلما اتعبت السيدة حليمة، تقول: «مرّت على زواجنا اكثر من 26 سنة، وفي كل عيد اضحى زوجي لا يعترف بأى شيء فحتى عملية الذبح التي يقوم بها الجزار لا يحضرها لانه يخشى رؤية الدماء زوج لا يعترف بأي شيء الا بشواء اللحم وهو ليس موقف ازاء هذه الاعمال التي يرى فيها البعض انها نسوية بالدرجة الاولى وإنما هي مجرد عادة درج عليها». وبخلاف ذلك فإن جولة سريعة في الشارع التونسي تكشف ان اغلبية التونسيين يحرصون على مساعدة زوجاتهم فالسيد ابراهيم يرى «ان رجل البيت من المفروض ان يقف على كل العمليات التي تلي الذبح والسلخ وانا مثلا اجد نكهة مخصوصة في ذلك... هي عادة اجدادنا نحرص على الحفاظ عليها». عادل ايضا يحرص على ان يكون وفيا لمثل هذه العادة يقول: «تربينا منذ الصغر على مد يد المساعدة في هذا اليوم بالذات بعد زواجي بقيت وفيا لهذه العادة بل اتكفل بتقطيع اللحم ثاني يوم العيد واتكفل خاصة بعملية الشواء». كل شيء باكرا وتعمد بعض العائلات الى النهوض في اليوم الثاني من العيد في ساعة مبكرة لتقطيع اللحم وتقسيمه الى وجبات حتي يتسنى لهم بعد ذلك زيارة واستقبال الاحباب يقول صابر: «نقوم ثاني يوم عيد الاضحى باكرا من اجل تقطيع «السقيطة» وبحكم اني الأكبر سنّا فإنني اتكفل بمثل هذه المهمة والتي والحق يقال ليست بالامر السهل وتتطلّب بعضا من الدهاء». مثل هذا الدهاء الذي يتحدث عنه صابر يرى فيها لطفي انها لا تكتسب الا بالدربة يقول: «تقطيع لحم الاضحية لا يقدر عليه اي كان فهي عملية تتطلب قليلا من الجهد ومن «الخبرة» خبرة اكتسبتها من ابي عندما كان يشركني هذه العملية ان مساعدتي لزوجتي لا تتعدى هذا الإطار لأنه ثمة اعمال اخرى تبقى نسوية». ان الاهم من كل هذا ان نحرص على تشريك اطفالنا وتعويدهم على التشبث بمثل هذه العادات.