ضمت الهيئة التنفيذية والهيئة الموسعة لحزب نداء تونس عددا كبيرا من الوجوه النقابية بشكل مثل مفاجأة ليس فقط داخل الأوساط السياسية بل أيضا داخل الشارع النقابي. لماذا هذا الإختيار؟ سؤال تحاول الشروق الإجابة عنه. ولأول مرة تضم هيئة قيادية تنفيذية لحزب سياسي ثلاثة من الأعضاء السابقين للمكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل وهم عبد المجيد الصحراوي ومصطفى بن أحمد والهادي الغضباني في حين ضمت الهيئة الموسعة عدد من الوجوه النقابية الأخرى أبرزها محمد الطرابلسي الذي يعد واحدا من أبرز وأهم القيادات النقابية في العقود الاخيرة ومهندس العلاقات الخارجية طيلة سنوات في المركزية النقابية وصاحب أول مشروع لهيكلة الاتحاد وهو الآن من أبرز الخبراء في منظمة العمل الدولي والعربي.
وتضم الهيئة الموسعة لحزب نداء تونس وجوها معروفة بعملها الميداني النقابي مثل علي العياشي وسعيد يوسف ولطفي الحمروني.انتماءات وانتساب كل هذا العدد من النقابيين لحزب سياسي ستكون له دلالاته وله وقعه على العمل السياسي خاصة وأن أغلب المنتسبين هم من العناصر النوعية ولهم تجارب نضالية طويلة في العمل النقابي القاعدي والقيادي.
لكن السؤال الذي يطرح الآن هو لماذا اختارت العديد من الوجوه النقابية الانتساب لحزب نداء تونس؟
مصادر قريبة من المنتمين أكدت ل «الشروق» أن الوضع القائم في ظل مؤشرات صعبة ومخيفة حتم عليهم التفكير ثم الاتجاه الى حزب يكون قادرا على أن يجمع أطيافا كثيرة من التونسيين على اعتبار الدولة المدنية والدفاع عن قيم الجمهورية والحداثة بعيدا عن العنف والفوضى ونزعات التشفي والانتقام التي قد تدخل البلاد في دوامة من العنف تحرق الجميع.
وترى المصادر نفسها أن التوجه والانتساب الى حزب نداء تونس كان على أساس أرضية من الأهداف والغايات خاصة وأن باقي الأحزاب السياسية في الساحة فشلت في تقديم خطاب يجمع الناس وتقديم مشروع يؤسس للمرحلة القادمة ويقطع مع السلبيات والمظاهر التي عرفناها طيلة المدة الماضية والتي جعلت رجل الشارع يشعر بخطر انهيار الدولة.
تأثير
السؤال المطروح الآن هل فعلا سيستفيد حزب نداء تونس من الوجوه النقابية التي انضمت اليه؟ان الفعل النقابي يختلف عن الفعل السياسي فالعمل السياسي يبنى على أهداف أخرى ومبادئ مختلفة ومصالح وعلاقات متنوعة ومعقدة ومتشعبة لكن في كل الحالات فإن حزب نداء تونس سيستفيد من الحضور القوي لهذه الوجوه النقابية على الساحة وسيستفيد أيضا من قدرتها على التحرك وعلى التأطير وعلى الاستقطاب.دخول الوجوه النقابية البارزة بشكل معلن وصريح للعمل السياسي قد يؤسس لبداية تقليد جديد في الساحة.