لقيت صباح أمس بجهة سيدي حسين امرأة في العقد الرابع تدعى بسمة العوني وابنتها وفاء العوني البالغة من العمر 25 عاما حتفهما على يد الزوج والذي أقدم على دهسهما بآلة «التراكس». ووسط حضور أمني مكثف وتجمع كبير لأهالي منطقة سيدي حسين غرب العاصمة وأفراد عائلة الضحيتين اللتين كانتا دمائهما متناثرة في المكان عاين وكيل الجمهوري بالمحكمة الابتدائية بسيدي حسين السيجومي الجثتين الهالكتين وأذن بنقلهما إلى مستشفى الشارل النيكول للتشريح الطبي.
صورة بشعة كانت عليهما جثث الضحيتين اللتين كستهما الدماء بعد أن خرجت أمعاءهما بعد أن دهستهما عجلات «التراكس» لتحول أجسادهما إلى أشلاء. فور وصولنا إلى منزل الضحيتين الذي تجمع حوله عدد كبير من أهالي المنطقة بدت علامات الحزن والأسى تخيم على كافة أرجاء المنزل إذ أن المكان كان مزيج بين صوت القرآن وعويل ونواح أهالي الهالكتين.
وقد أفادنا ابن وشقيق المجني عليهما حسام العوني وكانت عيناه دامعتين أن الضحيتين كانتا متجهتين إلى الروضة لإيحال الطفلة مريم البالغة من العمر 4 سنوات وهي ابنة الهالكة وفاء وبعودتهما قام صهره بمطاردتهما بآلة «التراكس» التابعة لمعمل الرخام ورغم أنهما حاولا الهروب فإنه تمكن من اللحاق بهما وقتلهما.
وعن أسباب هذه الجريمة أكد السيد حسام العوني أن شقيقته (المجني عليها) رفعت قضية طلاق بعد أن نسبت بينهما خلافات متكررة مضيفا أن الجاني سبق له أن واهم منزل عائلة زوجته (الهالكة) وقام بالإعتداء بالعنف الشديد على والدها.
وأشار السيد حسام العوني أن القاتل سبق له أن هدد شقيقته وفاء بالقتل وقد قامت بإعلام السلطات الأمنية ولم تتخذ أي اجراء في الموضوع حسب قوله. من جهة أخرى أفادتنا الأستاذة منية الرياحي وهي قريبة الضحيتين أنها بصدد القيام بدعوى قضائية ضد أعوان الأمن باعتبار أن الجاني سبق له ان اعتدى بالعنف على زوجته (الضحية) ووالدها وشقيقها وقاموا برفع شكاوى الى مركز الامن بسيدي حسين الا انه لم يقم بالاجراءات اللازمة تجاه ما تعرضوا له من اعتداءات. وأضافت الأستاذة منية الرياحي ان الجاني كانت تربطه علاقات ببعض أعوان الأمن الذين انحازوا اليه وساهموا في خرق القانون. وقد سلم الجاني نفسه الى مركز الامن الذي قام بتحرير محضر والاحتفاظ به الى أن يتم عرضه على أنظار العدالة.