دخل مؤخرا 34 عاملا من عمال المناولة التابعين للسكك الحديدية بالمتلوي في اعتصام مفتوح هو التاسع لهم منذ جوان 2011 بمحطة الأرتال للمطالبة بتسوية وضعياتهم وفق الاتفاقيات المبرمة بين الاطراف المتدخلة هذا الاعتصام تسبب في تعطيل حركة قطارات نقل المسافرين والبضائع والفسفاط. وقد برر المعتصمون احتجاجهم باللامبالاة تجاه ملفاتهم خاصة بعد ايقاف العمل بالمناولة اذ يؤكد لطفي حمد (10 سنوات عمل) انه وزملاؤه قاموا بحماية المؤسسة في الايام الاولى للثورة ولما تم حذف المناولة وعدوا بتسوية وضعياتهم بدمجهم في شركة السكك إلا انه الى الان لم يقع حتى تجديد عقودهم وتم حرمانهم حتى من دفاتر العلاج مضيفا انه يتقاضى 321 د بما في ذلك منح الاطفال ولا يتمتع بكسوة العمل .
أما منير ناصري ( 13 سنة عامل حراسة ) فقد اشار الى انه عانى في الفترة السابقة خاصة لما اتجهت المجموعة نحو تكوين نقابة اذ وقعت نقلته من المتلوي الى قفصة حيث قضى 9 سنوات وحرم من الترسيم مضيفا ان معاناته تواصلت حتى بعد الثورة اذ لم يقع تجديد العقود رغم الاتفاقيات لكل من تجاوز 40 سنة مع انتداب البقية الذين لم يتجاوزوا الاربعين إلا انه والى الان مازال الجميع في انتظار تفعيل القرارات.
هذا الرأي شاطره فيه ابراهيم الشبل (حارس) الذي اكد ان الادارة محكومة بعديد التجاذبات والخلافات بين الرئيس المدير العام الجديد للشركة وسلفه وهو ما اثّر سلبا على ملفات العملة واضاف محدثنا انه وقع تجاهلهم رغم مقابلتهم للرئيس المدير العام ووعدهم بالترسيم ملاحظا انه لم يتحدث اليهم اي طرف كان خلال هذا الاعتصام داعيا الى تطبيق الاتفاق المبرم بين الشركة والنقابة وأضاف ان الانشقاق الحاصل ايضا بين النقابات اضر بالعمال وعطل المفاوضات ومن المفروض ان الأمور كانت ستحسم من جويلية الفارط ولكن الى الان مازال الجميع في انتظار الحل .
علي جدلة ( عون تنظيف) ختم بالقول انه يعمل بالشركة منذ 9 سنوات وله 3 ابناء مضيفا ان الاتفاقيات بقيت حبرا على ورق ولم يخف انه وقع تهديده من رئيسه المباشر بالفصل من العمل بعد الاعتصام بالإضافة الى ذلك اكد ان عمال المناولة لا يتمتعون بمنحة الليل ويعملون 12 ساعة رغم ان العقد ينص على 10 ساعات فقط وهم يتحدثون الان عن اعتزام الشركة القيام بمناظرة لانتداب 490 عونا وكان الأجدر اولا تسوية وضعياتهم واوضح من جهة اخرى انه تم الاتصال بهم من قبل بعض اعضاء المجلس التأسيسي في اخر اعتصام دام 21 يوما وتم وعدوهم بتسوية ملفهم خلال جويلية 2012 ولكن الوعود بقيت دون تنفيذ.
وبين هذا وذاك يبقى المتضرر الأكبر وهو الاقتصاد الوطني اذ تعطل شحن الفسفاط وقطاع المسافرين والسياحة من خلال إيقاف رحلات الجرذون الاحمر بين المتلوي والثالجة .