عاد التلاميذ إلى المدرسة الإعدادية الإمام سحنون ببوحجلة (القيروان). لكن المبيت الخاص بالفتيان الذي تعرض إلى الحرق السنة الفارطة تحديدا في شهر فيفري لم تتم صيانته ولم يواكب العودة المدرسية الوطنيّة... خلال شهر فيفري من السّنة الدّراسية الفارطة التهمت النيران مبيت إعدادية الإمام سحنون وحولت جميع تجهيزاته الى ركام كأنما أرادت ان تخلص التلاميذ من الحشايا البالية. ولكن يبدو أنها ذهبت أبعد من انتظارهم الحالم وكبدتهم العام الفارط متاعب كما حرقت أكباد التلميذين اللذين توفيا حرقا. وهذا العام تواصلت مشاهد البؤس في المؤسسة تجذب الجميع إلى ذكريات غير سارّة. وقد تم خلال السنة الفارطة تحويل قاعات التدريس إلى بيوت إقامة وتم توفير بعض الحشايا وتحركت السلط الجهويّة ومندوبيّة التربية. أما هذه السنة الدراسيّة فان الأمر مختلف ولكنّه لم يتحسن.
وأمام عدم جهوزيّة المبيت المحترق اضطرّت الإدارة إلى قبول تلاميذ أقلّ عددا من السنة الفارطة لإيوائهم في المبيت الثاني وهو ما تسبب في ضغط واحتجاج من قبل أولياء التلاميذ والأهم هو تحمل التلاميذ مسؤولية التقصير والتقاعس. فمن المسؤول عنه؟ القيم العام للقسم الداخلي، أكّد أنه سيتم قبول حوالي 130 تلميذا فقط بالمبيت خلال هذه السنة الدّراسيّة نتيجة عدم جهوزية المبيت. بل إنّ المقاول لم ينطلق بعد في الأشغال. وقال ان إدارة المعهد ستحاول قبول التلاميذ المتحصلين على منحة والتلاميذ الذين يقطنون في أحواز بوحجلة خاصّة في المناطق الريفية البعيدة لإيوائهم في المبيت الثاني. حيث تم في السنة الفارطة قبول 180 تلميذا. وحسب التقديرات الأولية للإدارة ان عددالتلاميذ الراغبين في المبيت والذين يقطنون في المناطق الريفية سيرتفع بكثير مقارنة بالسنة الفارطة نتيجة وفود التلاميذ الجدد. ومع ذلك فان طاقة الاستيعاب محدودة. علاوة على ذلك فانّ المبيت الذي سيؤوي التلاميذ (130 تلميذا) لم يشهد تحسينات ولا صيانة ولا تداركا للنقائص. حيث يشهد انقطاعا للماء وهذا ما أكده بعض العمال الذين اكّدوا أنّ الماء لم يصل الى الطوابق العليا لكل من مبيت الفتيان والفتيات، كما لاحظنا تدهورا في الشبكة الكهربائية. أما لسعد الحراثي قيم بالمدرسة فأثار عدّة تجاوزات أخرى, حيث تحدث عن غياب الأمن خارج أسوار المدرسة وهو ما يساهم في تفاقم الاعتداءات على التلاميذ وتعريضهم للنّشل والسّلب. وسلبهم النقود المخصّصة لشراء غذائهم ومضايقات اخرى عديدة ومتنوعة بالرغم من ابلاغ مركز الحرس الوطني بالموضوع.
المسألة الثانية هي «الحافلة». فنتيجة بعد المدرسة عن وسط المدينة ب2.5 كلم فإن الحافلات لا توصل التلاميذ القاطنين من كافة العمادات(13 عمادة) أمام المدرسة وتنزلهم في وسط المدينة ما عدا التلاميذ الذين يسكنون في الجهينات والمويسات لأن الحافلات تمر عادة أمام المدرسة. كما أشار القيم الحراثي إلى نقص في عدد القيمين بالمدرسة (4 قيمين فقط ل1000 تلميذ). إلى جانب نقص القيمات بالقسم الداخلي لمبيت الفتيات. ويأمل هذه السنة تحسّن الأوضاع التربوية عموما.
ووضعية هذه المدرسة هي عيّنة شاهدة عن الوضع الذي تعاني منه المؤسسات التربوية في القيروان. وحدّث ولا حرج عن طاولات التلاميذ والتجهيزات البيداغوجيّة والمركبّات الصحية بالمعاهد والتي تحتاج الى ملف خاص وللإشارة فقط فان القانون يفترض توفر غرفة حمام وحنفية واحدة لكلّ 50 تلميذا. ولكم أن تتخيلوا مؤسسة فيها ألفا تلميذ...هل تستجيب إلى الشروط الصحيّة؟