بقطع النظر عن النتيجة التي كانت للترجي وهذا أمر منتظر بالنظر الى الوضعية الحالية للفريقين لأن الترجي فريق جاهز ويعرف ماذا يفعل على الميدان. هو فريق جاهز فنيا وبدنيا وتكتيكيا وخاصة ذهنيا منذ مواسم في حين مازال الافريقي يبحث عن نفسه ومازال مدربه يلعب باندفاع ويتجاهل أن دربيات العاصمةكثيرا ما تحسمها الجزئيات التي يعرفها معلول أكثر من أي طرف آخر.
بقطع النظر عن النتيجة النهائية بالامكان القول إن كل الاطراف نجحت الا حكم اللقاء يوسف السرايري الذي كان متخوفا ومرتبكا وبدا واضحا أن السرايري يخشى الترجي اذ قام هذا الاخير بالعديد من الاخطاء التي كانت تستوجب الانذار لكن الحكم رفض ذلك، كما منح الحكم طوال الشوط الاول عديد المخالفات خاصة ليوسف المساكني رغم أن الخطأ لم يكن موجودا كما أن الحكم كان «يعاقب» الافريقي كلما تحصل هذا الاخير على مخالفة حيث يطلب الحكم من لاعب الافريقي الذي يتعرض الى اصابة الخروج لتلقي الاسعافات دون رفع الانذار في وجه لاعب الترجي المرتكب للخطإ وهذا يؤدي الى عقوبة الافريقي باللعب منقوصا عدديا لبعض دقائق.
كازوني والكوكي
عندما كان عبد الحق بن شيخة يدرب الافريقي اجريت معه حوارا ذات يوم وعندما سألته عن السر في الوقوف المتواصل لنبيل الكوكي علىحافة الميدان قال بكل وضوح: «يعرف الجميع أن للافريقي أفضل دفاع ويعود ذلك بكل بساطة الى أن الكوكي يوجه دفاع الافريقي عندما تكون الكرة بحوزة مهاجمي نادي باب الجديد لأن المدافعين التونسيين يكتفون بالفرجة عندما يكون الكرة بحوزتهم في الهجوم ولذلك يطلب منهم الكوكي الانتباه والاقتراب من المنافس وهي نفس الاخطاء التي عانى منها الافريقي طوال المقابلة وخاصة عند تسجيل الهدف الثالث حيث كان الافريقي في حالة هجوم وتصدى الترجي وأراد المولهي تشتيتها في اتجاه مرمى الافريقي وإذا بنجانك طليق دون أي مراقبة ولسنا ندري أين كان كازوني والعيفة وسيف تقا؟
الحقيقة أننا كنا أول من أكد أن كازوني لا يمكن أن يكون مدرب الافريقي الجديد ولا يمكن ان يكون مدرب المرحلة لأنه ببساطة فاشل وكان قد فشل في فرنسا وفي تونس على حدّ السواء ويمكن التأكيد أنه كان بالامكان المجازفة بأي لاعب سابق أو مدرب مبتدئ أفضل من كازوني.
الحقيقة أيضا أننا كنا أشرنا الى تواضع امكانات كازوني رغم أننا وجدنا معارضة ضارية من المطبلين لهيئة الافريقي أو الذين كرسوا صحفهم لتلميع الصورة ومباركة أي قرار.
عمل معلول في التمارين يرجح كفة الترجي كالعادة في الموسم الفارط وعند التحضير لدربي العاصمة انصرف تركيز معلول الى الاعداد لجزئية بسيطة جدا تمثلت في ضرورة المباغتة منذ اللحظات الأولى لأنه يعتقد ان المنافس لا يمكن أن يكون في قمة تركيزه في الثواني الأولى وكان معلول يعلم أن مدافعي الافريقي سيلتفون بالحارس عند التسرب لذلك درب لاعبيه على التمرير الى الخلف وكان في المنطقة المتفق عليها الدراجي الذي سجل أسرع هدف في تاريخ المواجهات.
في لقاء الأمس كان معلول يعلم ان كل تركيز مدافعي الافريقي ولاعبي الوسط سيتجه الى يوسف المساكني ونجانك هدافي الفريق ولذلك جهز خطة مغايرة حيث تحول نجانك الى صانع العاب وايهاب المساكني الى مهاجم قادم من الخلف.
كما كان معلول يعلم ان الافريقي سيندفع الى الأمام وسيحاول فرض هيمنته ولأن معلول يعرف ان مجاراة مهارات الافريقي صعب اختار الانتظار والتعويل على الهجمة السريعة.