تذمّر الأولياء والتلاميذ خلال الأسابيع الأولى من العودة المدرسية من تواتر الغيابات في صفوف المعلمين والأساتذة، مما دفع البعض للحديث عن عودة مدرسية فعلية بداية من أكتوبر القادم.فهل فوجئت الوزارة بالعودة حتى تتخلف عن سد الشغورات في الإبان ؟ لكن هل تؤثر هذه الغيابات على مستوى التلاميذ الذين لا يدرسون فعليا سوى نحو 4 أشهر فقط وليس 9 أشهر اذا ما طرحنا العطل والأعياد؟ ثم ما هي الأسباب الحقيقية وراء غياب المربين؟
عن هذه المسألة يذكر كاتب عام مساعد نقابة الثانوي ان وزارة التربية وكأنها فوجئت بالعودة المدرسية لهذا العام ذلك أن السبب الرئيسي وراء ما يعتبره الأولياء غيابات الأساتذة يتمثل في وجود شغور ب1500 أستاذ و1400 معلم في المدارس والمعاهد والمدارس الاعدادية و1300 قيم بسبب تأخر الانتدابات التي كان من المفروض اجراؤها في مارس الماضي.
في حين ان الأساتذة والمعلمين الذين سيقع انتدابهم للتدريس هذا العام بصدد اجراء الاختبارات الشفاهية ثم سيتم الاعلان عن النتائج وإلحاقهم بمؤسساتهم. وفي الأثناء يواصل التلاميذ التردد على مدارسهم ومعاهدهم دون الاستفادة من الدروس «الافتراضية». ويعدّ الشغور هاما على مستوى المعاهد والاعداديات التي يُدرّس بها نحو 65 ألف أستاذ.
تعاون فني
هذا بالاضافة الى الفراغات التي أحدثها تنقل المربين الى الخارج في اطار اتفاقيات التعاون الفني التي تشمل نحو 500 مربّ في اختصاصات مختلفة. والى جانب هؤلاء المربين هناك أكثر من 2000 مطلب نقلة أساتذة جلهم يرغبون في التدريس بالجهات الشرقية للبلاد وتونس الكبرى ولم يتم الاستجابة سوى لنحو 250 مطلب نقلة لحالات انسانية مستعجلة. والبقية مازالوا ينتظرون...
جداول افتراضية
من جهة أخرى خرج على التقاعد واستقال أو أعفي نحو 250 مدير معهد او اعدادية من جملة 1050 مديرا تم تعيينهم في السنة الماضية. وقد تم تعويض عدد من هؤلاء المديرين في حين مازال عدد آخر بصدد المحادثات في عدة جهات مما جعل عديد المعاهد تنجز جداول أوقات على عجل يبدو جلها افتراضيا وغير مطابق للواقع على غرار منح أستاذين نفس قاعة الدرس في وقت واحد.
بالاضافة الى نقص الاقسام في عديد المعاهد نتيجة فرط الاقبال عليها على غرار معهد المنزه 6 وأريانة وخيرالدين. ولاحظ مصدرنا أن مسؤولية هذه اللخبطة تتحملها وزارة التربية التي كان من المفروض ان تنهي تسمية المديرين في بداية شهر أوت. الجامعات أيضا
وللأمانة ليست وزارة التربية لوحدها المسؤولة عن هذه اللخبطة والشغورات فالجامعات أيضا شهدت العديد منها تأخرا في العودة الجامعية على غرار المعهد العالي للدراسات التجارية بقرطاج الذي ذكر لنا عدد من الطلبة أنهم مازالوا لم يحصلوا على جدول الأوقات وكذلك عدد من الجامعات الاخرى التي قد تنطلق الدراسة الفعلية بها في أكتوبر القادم في أحسن الظروف.