«الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد»، «كرامة، حرية، شغل»، «يا سبسي يا جبالي ثورتنا ثورة زوالي»، «الشعب يريد اسقاط النظام»، هذه الشعارات وغيرها رفعها أمس حوالي ثلاثة آلاف محتج ينتمي جلهم لاتحاد المعطلين عن العمل. هذه المسيرة بدأت منذ الساعة العاشرة صباحا الى حدود الساعة الثانية بعد الزوال وقد أكد سالم العياري الناطق الرسمي باسم اتحاد المعطلين عن العمل أن مسؤول من وزارة الداخلية اتصل بهم مساء أول أمس الجمعة وأعلمهم بأن الوزارة ترخص لهم بالاحتجاج ولكن شرط أن يكون سلميا.
عجت ساحة محمد علي بعدد كبير من المعطلين عن العمل الذين توافدوا من ولايات الجمهورية ليجتمعوا هناك مردّدين شعارات مندّدة بتهميشهم في الشغل مطالبين الحكومة بالاستقالة لأنها لم توفّر مواطن شغل للشباب الذين ثاروا علي الفقر والظلم الذي تواصل الى حد هذه اللحظة على حد تعبيرهم متجهين بعد ذلك الى شارع الحبيب بورقيبة.
مطالب ولكن...
طالب المحتجون أمس بضرورة التحقيق الفوري في الاعتداءات التي طالت مناضلي اتحاد المعطلين عن العمل ومقراتهم ثم نشر القائمات الاسمية الكاملة للناجحين في كافة المناظرات وتفاصيل مجموع نجاحهم بالاضافة الى الرفع من نسق التشغيل وطاقة الانتدابات في الدولة بعيدا عن المغالطة وتزييف الأرقام ثم بعث هيئة مستقلة تعنى بعملية الانتدابات ضمانا للشفافية والقضاء نهائيا على المحسوبية.
كما حمل الاتحاد الحكومة المسؤولية في سياسة الهروب الى الامام والانفراد بالرأي في ما يخص التشغيل واصفين علاقتهم بها أنها علاقة عداوة حيث وصلت الى حدود حرق مقرات اتحاد المعطلين في بعض ولايات الجمهورية وملاحقة مناضليه وتهديدهم بالتجنيد القسري وتلفيق القضايا بالاضافة الى الاعتداءات الجسدية بعض المنتمين للاتحاد كما تطرقت أيضا المسيرة الى فشل الحكومة في استئصال الفساد الاداري والمالي الذي نخر الادارة وعمق المحسوبية والرشوة وتنصيب الموالين الجدد.
طوق أمني
مئات من رجال الأمن انتشروا في شارع الحبيب بورقيبة وطوقوا الشوارع المحاذية له هذا بالاضافة الى أن قوات الأمن باللباس المدني التي كانت متواجدة في ساحة محمد علي الى غاية شارع الحبيب بورقيبة، ونزل أيضا عدد من الضباط والاطارات الأمنية لتفقد عمل قوات الأمن.
وزارة الداخلية اتخذت اجراءات أمنية مكثفة خاصة أمام مقرها أين وصل المحتجون وبدؤوا يرددون شعارات ضدها على سبيل المثال «وزارة الداخلية وزارة اغتصاب» «لن نخاف دكتاتورية وزارة الداخلية» و«dégage» وغيرها من الشعارات وقد حاول الاعوان عدم الانسياق وراء بعض الاستفزازات خاصة في ما يتعلق بقضية الفتاة المغتصبة من قبل عوني أمن.
سيارات الأمن طوّقت بدورها السفارة الفرنسية ومركز «البالماريوم» وبعض المحلات تحسبا لأي أعمال عنف، وعززتها من الجانب الخلفي لشارع الحبيب بورقيبة بقوات أمنية أخرى تمتطي دراجات نارية أما قوات التدخل فقد انقسمت بين حماية بعض الأماكن في الشارع المذكور وجزء آخر منها بقي في الحافلات الصفراء المخصّصة لهم.
في الموعد
ساند عضو المجلس التأسيسي عن حركة الشعب عماد العمدوني مسيرة المعطلين عن العمل أمس مؤكدا أن حزبه يتبنّى قضية التشغيل ويعتبرها حقا مشروعا متهما الحكومة الحالية بالفشل الذريع في إيجاد حل لبطالة الشباب، كما تواجدت بعض الوجوه النقابية في هذه المسيرة مساندة لحق المعطلين عن العمل في شغل يضمن لهم حياة كريمة. كما جنّد اتحاد المعطلين عن العمل برئاسة سالم العياري مجموعة من الشباب لتنظيم هذه المسيرة والسيطرة على البعض الذين دخلوا في بعض الحالات في مناوشات مع المارة وارتدى هؤلاء الشباب لباسا خاصا كتب عليه اسم الاتحاد. سلمية
أكد سالم العياري الناطق الرسمي باسم اتحاد المعطلين أن المسيرة كانت سلمية، مضيفا أن هدفهم إيصال مطالبهم للحكومة لكي تجد حلولا واقعية للشباب المعطل عن العمل والمهمش وخاصة في الجهات التي تعاني الفقر والخصاصة والجوع ومن جهته وصف أحد المنتسبين للاتحاد هذه المسيرة بأنها رسالة للحكومة لكي تفهم أن الشباب لا يخاف وسيواصل النضال حتى تلبّي جميع مطالبهم وخاصة «الشغل» الذي تكفله القوانين والمعاهدات الدولية والوطنية.