مع الاستعداد لانطلاق موسم جني الزيتون طالب فلاحو ولاية المهدية السلطات الجهوية والأمنية بحماية صابة هذه السنة الواعدة بمحاصيل قياسية قدرتها مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بحوالي 150 ألف طن. فاستبشار الفلاحين بصابة هذا الموسم القياسية، قابله تخوّف كبير بسبب انتشار ظاهرة سرقة ثمار الزيتون قبل نضجها وتحت جنح الظلام من قبل عصابات امتهنت السرقة بحثا عن الربح السهل، بل والعبث بأشجار الزيتون التي تضرّرت وقللت من محاصيل الفلاحين وسببت لهم خسائر مادية فادحة، وكأن الفلاح أصبح مخيّرا في عديد الأحيان بين تقاسم المنتوج مع عصابات السرقة، أو التعرّض للمضايقات والعنف والاعتداء البدني وحتّى استعمال الأسلحة النارية، حيث تم تسجيل حوادث كثيرة في هذا المجال لعلّ آخرها ما جدّ في مدينة قصور الساف لمّا تعرّض أحد الفلاحين للضرب باستعمال الهراوات والعصي حين همّ بصدّ عدد من السراق كانوا يقطعون أغصان الزيتون بثمارها أجبره على الإقامة تحت العناية المركّزة أكثر من نصف شهر لينجو بأعجوبة من موت محقّق. ومن هذا المنطلق فقد طالبوا هذه السنة بتوفير الحماية اللازمة لصابة الزيتون من خلال تكثيف دوريات المراقبة إنقاذا لمواطن رزق مئات العائلات، ومساهمة في إنجاح الموسم الفلاحي، وفي إنعاش الدورة الاقتصادية جهويا ووطنيا.