استنطق أمس قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر الفتاة التي تم اغتصابها على يد عوني أمن تابعين لمنطقة قرطاج موجها لها تهمة المجاهرة بالفاحشة ولصديقها أيضا. وبعد استنطاق الفتاة وصديقها الذي دام أكثر من خمس ساعات وذلك بحضور محاميتها راضية النصراوي التي صرحت أثر خروجها من مكتب التحقيق بأنه في حالة تطبيق القانون فان التهمة ستحفظ في حق المتضررة مشيرة انه من حق القاضي ان أن يأخذ وقته في اصدار قرار الاحالة أوحفظ التهمة .
وأكدت المحامية راضية النصراوي في تصريح صحفي بان جميع أركان الجريمة التي أحيلت من أجلها الفتاة غير متوفرة وهي باطلة شكلا ومضمونا ومن جهة أخرى صرحت ل«الشروق» عمة المتضررة التي كانت حاضرة امام مكتب التحقيق بأنها مستاءة وحزينة لما حصل لابنة أخيها خاصة وأن عائلتها أصبحت مهددة بسبب هذه القضية التي أثرت سلبا عليهم وأحرجتهم .
فيما تدخلت فتاة ادعت أنها خطيبة أحد الاعوان مقاطعة قريبة الفتاة المتضررة وقالت انها على علم بجميع حيثيات الواقعة وأن العونين لم يرتكبا أي جرم باعتبار أنه لا وجود لآثار عنف على جسدها كما ذكرت بان خطيب الفتاة تركها وتحصن بالفرار .
وسط احتقان كبير في أرجاء المحكمة وحوارات فيها لهجة عنف واتهامات متبادلة بين الحاضرين وخلاف حول من الضحية ومن الجلاد . وفي هذا الخصوص تؤكد المحامية «دليلة مصدر» بأنه تداولت منذ اول امس على صفحات ال«فايس البوك» تصريحات لوزير العدل نور الدين البحيري بين فيها «بأنه لم يقع توجيه تهمة للضحية وما حصل عبارة عن إشاعات كيدية هدفها التشهير بتونس»، موضحة بأن ملف القضية خال من أي اثباتات باعتبار أن التهمة مبنية على أقوال مجرمين .
كما ذكرت المحامية دليلة مصدر بأن عملية استنطاق المتهمة والمتضررة في نفس الوقت يظهر فيها جليا انقلاب الأدوار في هذه القضية واننا نعيش في فيلم خيالي دفع عدد من الحقوقيين والجمعيات الى الاهتمام بمسار القضية خاصة وان العنف الذي يمارس ضد النساء فاق الحدود وحان الوقت لايجاد حلول لحماية المرأة مقبلة جبين الفتاة المغتصبة لشجاعتها التي لم يتعود المجتمع التونسي عليها نظرا لكون معظم جرائم الاغتصاب من المسكوت عنها في عاداتنا خوفا من الفضيحة ومساءلة المجتمع .
وقالت «فيولات داغر» رئيسة اللجنة العربية لحقوق الانسان بان حضورها امس مع الفتاة كان من اجل مساندة قضيتها التي تحولت الى قضية رأي عام خاصة وان القضاء التونسي حول الفتاة من ضحية اغتصاب الى متهمة ومحل مساءلة قضائية , مستنكرة طريقة تعامل القضاء معها وهو ما سيترك آثارا سيئة في نفسية الفتاة مضيفة بأن هذه الفتاة تجرأت وفضحت جريمة تعرّضت كثيرات قبلها لها وتكتمن عليها.
وأوضحت « فيولات داغر» بأن هذه القضية كشفت للمجتمع التونسي والعربي أيضا علاقة المرأة والرجل بالقانون خاصة وأن المجتمعات العربية مازالت فيها جهات تتمتع بالنفوذ تسعى الى تطويع القانون لخدمة مصالح أشخاص معينين .