يلاقي أصحاب سيارات النقل الريفي خط بن عون الحرشان أولاد ابراهيم إشكاليات جمة عسّرت تواصل عملهم وعرقلت مسيرة نشاطهم، وصعوبات متعددة ساهمت بشكل كبير في تقلص مدخولهم لوجود دخلاء في هذا القطاع. هؤلاء الدخلاء يستعملون سياراتهم الخاصة لنقل الركاب ومنافسة أصحاب الرخص الذين فاض بهم الكأس مؤخرا وقطعوا الطريق عدد 900 عند النقطة الكيلومترية 4 من مدخل البلدة على طريق سيدي علي بن عن سيدي عيش احتجاجا على أوضاعهم الكارثية وعدم اهتمام السلط بمشاغلهم وإيجاد الحلول لها .
«الشروق» بحثت في الموضوع واتصلت بالسيد منجي جوادي صاحب سيارة نقل ريفي الذي تذمر من الوضع الحالي الذي يعيشه قطاع النقل الريفي بجهة سيدي علي بن عون عموما وبالأخص الخط الذي نشغله حسب الرخصة، حيث أصبحنا مهددين في أرزاقنا لضعف المردودية لأن وجود الدخلاء على القطاع الذين ينقلون الركاب علنا ولا حسيب ولا رقيب أثر سلبا على نشاطنا إلى درجة أننا 8 سيارات نقل ريفي نشتغل وفق خط بن عون الحرشان أولاد ابراهم أصبحنا نشتغل بالتناوب ( كل يوم 4) لأن المردودية تكون ضعيفة جدا أو منعدمة بوجود ثمانية سيارات نقل في اليوم الواحد . إلى درجة أننا أصبحنا عاجزين حتى على دفع ما علينا من أقساط لفائدة البنوك .
لم يخف السيد توفيق بن عبيد صاحب سيارة نقل ريفي قلقه من وضعية القطاع التي تردت في الفترة الأخيرة وأبلغنا بأنه بقي أكثر من شهر لا يعمل ليس لعطب في سيارته وإنما نظرا للظروف الصعبة التي يعانيها وزملاءه خاصة من الدخلاء الذين اضروا بهم بدرجة كبيرة كما يقول، ورغم نداءاتنا المتكررة ومطالبتنا السلط بالتصدي إلى هذه الظاهرة حتى نتمكن من العمل وتوفير على الأقل ما علينا من ديون لدى البنوك فلم تأخذ السلط الموضوع محمل الجد ولم نلحظ وقفة حازمة من رجال الأمن للتصدي إلى هؤلاء الذين ينقلون الركاب في وسائل نقل تفتقر إلى ابسط مقومات السلامة وتمثل خطرا على كل من يستعملها.
ويضيف بأنهم مهددون فعلا حتى أن منهم من أصبح يفكر في تغيير نشاطه نتيجة للظروف الصعبة التي يمر بها قطاع النقل الريفي بسيدي علي بن عون. وكان من المفروض أن تكون لنا نقابة تدافع عن منظوريها ولكن لا نعرف هل هي موجودة بسيدي بوزيد أم لا وحتى إن وجدت لا نعرف من يمثلنا لذلك بقينا مهمشين إلى درجة أن في الاجتماع الخير المنعقد بسيدي بوزيد للنظر في إسناد الرخص تم تجاهلنا على اعتبار أن لا احد يمثلنا ولم تلق مطالبنا الاهتمام (طلب تحويل بعض الرخص من النقل الريفي إلى رخص لواج) وعلمنا أن إسناد الرخص تم كالعادة بالولاءات وان عهد المحسوبية لا يزال قائما أو ربما أكثر من الأول .
وسانده في ذلك صاحب سيارة النقل الريفي محمد على ابراهمي قائلا «تعرينا وما بقالنا شيء» موضحا بأن الدخلاء اضروا بنا وتجاوزوا كل الحدود وبالطبع ما كان لهم أن يجرؤوا على ذلك لو لم يجدوا تجاهلا من عناصر الأمن لهم حتى أنهم يرون أنفسهم وكأنهم فوق القانون ويحملون الركاب كيفما شاؤوا ومتى شاؤوا ومن محطات النقل الريفي أيضا وبتسعيرة اقل من تسعيرة النقل الريفي . وانه يناشد السلط الأمنية بأن تقف وقفة حازمة لأن أرزاقنا باتت مهددة إذا تواصل الأمر على ما هو عليه. كثير من المربين الذين التقيناهم وهم يتنقلون للتدريس بمدارس (الحرشان، أولاد ابراهيم، العكاشة) يتذمرون من عدم انتظام أوقات سيارات النقل الريفي لإيصالهم إلى مدارسهم في الوقت . أصحاب سيارات النقل الريفي شاعرون بذلك وكلهم يجمعون على أن أسباب تأخير وصول المدرسين إلى مدارسهم في الوقت ناتج عن وجود دخلاء سببوا إرباكا في أوقات خروج سيارات النقل الريفي حيث يقضي أصحابها وقتا أطول لتجميع الركاب .
أوضاع مزرية يعيشها قطاع النقل الريفي بسيدي علي بن عون ولو لم تتدخل السلط لحل الإشكالات والتغلب على الصعوبات لازدادت الحالة سوءا.