يسدل الستار اليوم 7 أكتوبر على موسم التخفيضات الصيفي «الصولد» والذي كان انطلق يوم 25 أوت.. صولد هذا العام عرف جدلا حول مدى نجاحه ومدى استجابته لتطلعات المستهلك خاصة بعد مراوغته لمواعيده الاستهلاكية في النصف الثاني من شهر رمضان. عرفت الأيام الأولى من صولد هذا العام إقبالا كبيرا من المستهلك التونسي الذي ورغم شكواه من عدم تلبية موسم التخفيضات لرغبته من حيث الموعد والجودة فإنه كان مستعدا للصولد.
وعبّر عدد من المواطنين عن عدم رضاهم بالجودة وقيام بعض المحلات بصولد وهمي وبتخفيضات غير حقيقية.. لكن التونسي الذي يشتكي هو نفسه الذي يشتري. شكاوى أخرى عبّر عنها عدد من المستهلكين ومنظمة الدفاع عن المستهلك وتتعلق بعدم استجابة التجار ووزارة التجارة لحاجة المستهلك في برمجة «الصولد» خلال النصف الثاني من شهر رمضان للتزود بملابس وأحذية العيد.
موعد التجار... لا المستهلك
اتهم البعض التجار بالجشع وبوضع موعد يتلاءم مع رغبتهم في استغلال حاجة المستهلك في رمضان واضطراره لاقتناء حاجيات العيد لأبنائه وله. وقال السيد سليم سعد اللّه النائب الأول لمنظمة الدفاع عن المستهلك إن المنظمة قد كانت اقترحت النصف الثاني من شهر رمضان كموعد لانطلاق الصولد، لكن وزارة التجارة والتجار لم ترض بهذا الموعد المقترح والذي يستجيب لحاجة المستهلك.
وأضاف أن إبعاد الموسم عن رمضان تسبّب في خلق ضغط إضافي علي المستهلك. ورغم عدم الرضا بالموعد، فإن السيد سليم سعد اللّه قد أشار الى عمل التجار ونجاح موسم التخفيضات وإن لم يكن بنفس القدر مع المواسم الأخرى.
تجاوزات وقانون
أكد السيد سليم سعد اللّه أنه لم يتمّ ملاحظة تجاوزات كبرى في الصولد وأن التاجر التونسي أصبح أكثر حرصا على إرضاء الحريف وأن هذا الأخير يحاول أن يكون رشيدا ويقارن بين المحلات والمنتجات. وقال إن الجودة أصبحت تتحسّن مشيرا الى أن الصولد قد يكون نجح بنسبة 70٪. وأشار محدثنا الى المطالبة بتغيير قانون الصولد الذي قد يتغيّر بعد عيد الاضحى. ويخول القانون الجديد للتاجر إخضاع بضاعته الجديدة التي لم يمض على تاريخها ثلاثة أشهر للصولد متى أراد ذلك.
نجاح أم فشل
اعتبر السيد جميل ملوكة العضو باتحاد التجارة أن صولد هذا العام لم ينجح وأن هناك انشقاقا وعدم اتفاق بين التجار حول موعد الصولد الذي أراده البعض خلال النصف الثاني من شهر رمضان، واعتبر أن مشاركة التجار لم تكن بالعدد الكافي، وأن صولد هذا العام لم يرتق الى معدلات ونسب نجاح صولد السنة الماضية أو التي سبقتها. وقال إنه قد تمّ تنبيه وزارة التجارة فيها يتعلق بالموعد واعتبر أن موعد الصولد كان من أجل الاختلاف لا غير بين مكتب جديد وآخر قديم في الاتحاد. في المقابل أشار السيد محمد محسن بن ساسي رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة والأقمشة الى أن الصولد الذي تواصل من 25 أوت الى 7 أكتوبر هو صولد ناجح. واعتبر أن تراجع نسق الصولد عن أيامه الأولى ناجم عن طول مدة الصولد. واعتبر أن الإقبال كان كبيرا خلال العشرة أيام الأولى أو الخمسة عشر يوما الأولى من الصولد.
مقترحات وجديد
قال السيد محمد محسن بن ساسي إن هناك مقترحات لتحسين موسم التخفيضات وتتعلق بتقليص فترة الصولد، واختلاف مواعيد التخفيض بين الولايات ونفى محدثنا أن يكون التاجر «جشعا» أو مستغلا لظروف المستهلك، مشيرا الى ما يتكبده من أداءات ومصاريف. وقال إن عدد التجار بلغ 1091 تاجرا مشاركا في الصولد مقابل 1021 تاجرا السنة الماضية. وأكد أنه لا وجود لانشقاق في صفوف التجار وأن تصريحات بعض الأطراف ناتجة عن الهزيمة؟
ولم ينف محدثنا وجود بعض التجاوزات في ما يتعلق بالاسعار والمصداقية والجودة لكنه أمل في تحسّن الأوضاع بتحسّن سلوك المستهلك الذي عليه أن يقدّم شكواه وأمل أن يحقّق قانون الصولد الجديد اضافة تخدم التاجر والمستهلك.