ينطلق الصولد الصيفي هذا العام يوم 27 جويلية ليتواصل إلى غاية يوم 10 سبتمبر 2011... هو «صولد الثورة» كما أطلق عليه الكثير، له ميزات وخصوصيات تتعلق بأحوال «جيب» التونسي والوضع الأمني لما بعد الثورة... وتزامن فترة منه مع شهر رمضان وموسم الأفراح والأعراس. تونس «الشروق» «الشروق» رصدت نبض التجار والمستهلك... وانتظاراتهم وهواجسهم من «صولد الثورة». انطلقت جولتنا ببعض محلات العاصمة... وكانت البداية مع السيدة نجوى بكير (تاجرة) التي أكدت أنها لا تقوم بعملية التخفيض الموسمية، أو ما يطلق عليه ب«الصولد».. وقالت إنه لم يتخلد لديها هذا العام مخزون يستحق التخفيضات... كما أكدت نجوى أن زملاءها التجار غير متحمسين لصولد هذا العام، حيث لم تتحرك العجلة الاقتصادية و«الدولاب» سوى في الفترة الأخيرة أو بعد ركود دام أشهرا... وقالت: «أنا أشكك في وجود صولد حقيقي... فهناك دائما هامش من الربح لدى التاجر» وأضافت أن التاجر غير متحمس بعد الثورة للصولد... فهو في حاجة الى إعادة توازناته المادية لكنها في المقابل تقوم بتسهيلات وتخفيضات دائمة لحرفائها الأوفياء!! بدورها أكدت حنان (تاجرة) على غياب الانخراط في موسم التخفيضات الصيفية هذا العام.. وقالت إنه وعلى عكس السنوات السابقة لن تقوم بتخفيض وفسرت موقفها بغياب المخزون وبحاجة التجار لمرابيح... كما أشارت الى أن أغلب التجار لن ينخرطوا في «صولد الثورة» نظرا لأن «دولاب» العمل بدأ للتو في الدوران و«التنفس». وأكد مهدي السعيدي (تاجر أحذية) أن صولد هذا العام سيكون مختلفا، وعلى كمية محدودة .. وأن نسبة التخفيض لن تكون كبيرة... وأرجع محدثنا هذا الاختيار الى الظروف الخاصة التي يمر بها التاجر الذي أنهكته الأوضاع الأمنية... وعاد للتو لتنفس الصعداء. كما توقع عزوفا من التجار هذا العام على الاقبال على الصولد الذين وصفوه بأنه ليس في الوقت المناسب. جولتنا قادتنا الى محلات عديدة فيها من تخوف من العمل ليلا في رمضان.. وقال إنّ الأوضاع الأمنية هي التي ستحدّد العمل ليلا... كما أبدى الكثيرون عدم تحمسهم للمشاركة في صولد هذا العام.. فيما أبدى آخرون عزمهم على القيام بصولد وفق العادة. بين العادة والرقابة كي تكتمل الصورة بين العرض والطلب التقت «الشروق» عددا من المواطنين. البداية كانت مع ليلى قيسي (صاحبة مشروع) التي أكدت أن الصولد هو عادة من عادات التونسي وتوقعت أن يشهد هذا العام للبلاد صولدا حقيقيا نظرا للظروف التي عاشها التجار... وبالتالي فهم في حاجة لجلب الحريف. وقالت إنّ الصولد سيساعد «جيب» التونسي على تغطية مصاريف كسوة رمضان والأعياد وما تبقى من مناسبات فهي تخصّص سنويا ميزانية للصولد... وتختزن ما تيسر من الملابس والأحذية للسنة المقبلة. بدوره أكد خالد عبد النور (عامل) على أنّ الصولد هو الحلّ الوحيد لرب العائلةلتجاوز مصاريف «الهات هات» المتزامنة مع شهر رمضان حيث تنتظره كأب مصاريف العودة المدرسية والعيد ورمضان... لذا فإنّ ميزانية الصولد موجودة وفي انتظار التخفيضات الحقيقية، لكنه أكد في الوقت نفسه على تخوفه من غياب المراقبة... وعدم وجود تخفيض حقيقي... أما حطّاب القيسي فقد بدا من أكثر المناهضين للصولد... فهو لا يخصص ميزانية بالمرة للتبضع من محلات التخفيضات... وقال إن ثقته في التخفيض منعدمة لاسيما هذا العام وبعد الثورة ومع غياب المراقبة وعدم تحقيق التجار لهامش من الربح قبل هذه الفترة... لذا فهو يكتفي باقتناء البضائع من المحلات ذات «الماركة» أو «العلامات» وقد يقتني منها بعض القطع في موسم التخفيض. واتفقت نادية مع حطاب في عدم الثقة بالصولد... وقالت إنّ هناك الكثير من المغالطات في الأسعار وفي الجودة... لذا فهي عادة ما تتجه نحو المحلات ذات العلامات الراقية. تبقى التوقعات لصولد هذا العام ضبابية... فالظروف الأمنية والعرض وحده ووجود الشفافية والمراقبة هي العوامل الكفيلة بإنجاح صولد الثورة.