يسدل الستار اليوم على موسم التخفيضات الشتوية «الصولد» الذي انطلق يوم غرة فيفري... «صولد» هذا العام تجاوز «كابوس» «صولد» ما بعد الثورة وكان محترما بشهادة الباعة... كما أنعشت عطلة الربيع آخر أيام التخفيضات.
«الشروق» حاولت رصد ايقاعات آخر أيام «الصولد» ومعرفة آخر نتائجه.تميّزت المحلات التجارية بحركة بيع وشراء وإقبال من الحرفاء.وخلال حديث مع احدى البائعات اكدت لنا ان عطلة الربيع قد دفعت بالتونسيين نحو المحلات... إضافة الى تحسّن الاوضاع الجوية التي ساهمت في انتعاش الحركة التجارية.وأكد السيد جميل بن ملوكة رئيس غرفة الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس ان عطلة الربيع قد ساهمت في تسجيل ارتفاع في الحركة التجارية وانتعاشة موسم «الصولد».واعتبر أن «صولد» هذا العام قد نجح لاسيما في أيام العطلة... كما أشار الى أهمية استقرار الوضع الأمني في البلاد والاستقرار الذي أضفى حيوية على الدورة الاقتصادية.في المقابل أشار السيد جميل بن ملوكة ان «صولد» السنة الماضية تضرر بسبب الحرائق والاعتصامات والمسيرات في شارع الحبيب بورقيبة معتبرا ان قرار منع الاعتصامات في شارع بورقيبة والأماكن الحساسة من البلاد هو قرار مناسب.
عطلة... وانتعاشة
شارك في «صولد» هذا العام ما يقارب عن 1500 مؤسسة تمثل أكثر من 2900 نقطة بيع... وقد تحسّنت نسبة المشاركة في «الصولد» هذا العام مقارنة بصولد شتاء 2011.. لكنها لم تبلغ تماما نتائج «صولد» شتاء 2010.وتركز موسم التخفيضات حول بعض المنتوجات وهي النسيج والملابس الجاهزة والأحذية بنسبة تقارب ال 80٪ وبدرجة أقل التخفيض في أدوات الديكور والهدايا ثم التخفيض في الأثاث وغيره من المنتجات..
ويعتبر السيد جميل بن ملوكة ان التاجر قدد اصبح أكثر وعيا وأكثر محافظة على الجودة مع الحريف التونسي... واستدلّ على ذلك بتراجع عدد المخالفات.وقال إن «الصولد» انطلق بنسق عادي ليتسارع مع العطلة... واعتبر ان المصانع التونسية قد وجدت فرصتها لإعادة عجلة العمل والتحضير للفصل الجديد.وأضاف ان زيادة 15 يوما من «الصولد» اضافة للستة أسابيع الأخرى هو اجراء يخدم مصلحة عدة محلات بالخصوص ويخدم المنتوج الوطني التونسي عموما.
انتقاد وشراء
جولة قادتنا بين صفوف المستهلك التونسي أكدت دخول ثقافة «الصولد» في التقاليد الاستهلاكية للتونسي.الطريف هو انه ورغم غياب الثقة والتشكيك في الجودة فإن التونسي ينتقد ويتذمّر لكنه يشتري.واعتبرت درّة (طالبة) ان «الصولد» فرصة لاقتناء الملابس و«التجهيز» وتجديد ما قدم وتلف.. وقالت إنها ورغم تشكيكها في صحة «الصولد» والتخفيضات ببعض المحلات الا انها تحاول استغلال الفرصة في محلات تعتبرها مصدر ثقة.أما دلال (موظفة) فهي تحافظ على اقتناء حاجياتها من المحلات ذات «الماركات» المعروفة حتى لا تقع حسب رأيها في فخ «الصولد» الوهمي.رغم ما حققه «صولد» هذا العام من انتعاشة يظل ملف «الجودة» وتشكيك المستهلك في القيام بصولد حقيقي من أبرز الملفات التي تحتاج الدرس والمزيد من الصرامة والرقابة.