ليست من باب المبالغة إذا قلنا أن هذا الحديث لن يكون عاديا على الأقل بالنسبة لأحباء النجم... والاستثناء لا يتعلق باسم الضيف بقدر ما يتعلق بمضمون الحوار. الضيف هو المدير الرياضي السابق للنجم... فريد شوشان الذي تحدث في عدة مسائل كما لم يتحدث من قبل بجرأة غير معهودة على الأقل في هذا الظرف بالذات. النجم أنهى السباق في المرتبة الرابعة ومع ذلك فإن الأزمة واضحة... لماذا كل هذا ؟
هذا سؤال كبير... والمشاكل التي يتخبط فيها الفريق أكبر وهو ما يدركه الجميع وهو مشكل تسيير والتسيير أهم شيء في كرة القدم. في النجم أزمة مالية خانقة جدا أو عجز مالي منذ موسمين بسبب سوء التصرف والمرتبة الرابعة التي بدأ البعض يتحدث عنها لا تعكس حجم النجم وطموحات قاعدته الجماهيرية التي تستحق أكثر.
من المسؤول حسب رأيك عن تواضع الحصيلة ؟
الحصيلة هي نتاج طبيعي لعدة تراكمات فاضافة الى الخمسة مدربين (كبيّر بن ساسي كراوس البنزرتي وكبيّر) ورئيسين للجمعية (حافظ حميد ثم رضا شرف الدين) وهو أمر يعد سابقة تاريخية من البديهي أن تكون تداعياتها بهذا الشكل دون أن ننسى الأساليب القذرة التي اعتمدتها ما اصطلح على تسميتها ب «حكومة الظل» في اعتصام العار الذي أشرفت عليه لازالة الرئيس المنتخب حافظ حميّد.
لأن الشيء بالشيء يذكر لماذا تخليت عن خطتك كمدير رياضي مع هيئة رضا شرف الدين... أم أنك تعاطفت مع صديقك حافظ حميّد؟
عن أي مواصلة تتحدث وقد تلقيت تهديدات أشد من تلك التي تلقاها رئيس الجمعية حافظ حميد خاصة في فترة الاعتصام التاريخي حيث لم يكن بالامكان المواصلة في ظل الفوضى التي أتت على كل شيء في تلك الفترة من طرف اشخاص كانوا مكلفين بمهمة تحت اشراف جهات معينة هذا هو اختصاصها للأسف الشديد.
من تقصد بالضبط ؟
أقصد الجهة التي حاربت الرئيس السابق معز ادريس وأطاحت به بعد أن رصدت ميزانية خاصة وجندت مليشيات كانت تأتمر بأوامر مؤجرها لا لشيء سوى أن معز ادريس حقق إنجازات تاريخية غير مسبوقة دون أن يأتمر بأوامر أية جهة كانت ويصبح أفضل من ترأس النجم منذ تأسيسه وأرقام التتويجات والميزانيات كافية لوحدها لتفضح مخططات المناوئين.
يبدو أنك أسعد السعداء بخروج النجم بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها ؟
مهما يكن من أمر النجم الساحلي جزء مني لم ولن «أشمت» فيه وأنسج على منوال أطراف كانت تقيم المآدب والحفلات عندما يخسر لقبا زمن معز إدريس، أما بخصوص الحصيلة فهي نتاج طبيعي لإزاحة رئيس منتخب بحكم قضائي وافتكاك الجمعية بشتى الطرق الهمجية.
من يكون خارج الجمعية ليس كمن يكون داخلها ؟
أعرف أن البوْن شاسع بين الكلام والفعل لأجل ذلك فإن أحكامي أقرب ما تكون للمنطق والفترة التي قضيتها كمدير رياضي مكّنتني من اكتشاف عدة أمور يمكن القول إنها صدمتني لفظاعتها.
هل لك أن تسمي الأشياء بمسمياتها ؟
عند اطلاعي على الملفات اكتشفت أن النجم أشبه ما يكون بالمؤسسة الخيرية التي دأب البعض على ابتزازها والتمعّش منها، وكمثال على ذلك أرقام صفقات الانتداب المنتفخة بشكل مبالغ فيه ومثير للشبهات وسماسرة ومعاملات مالية مريبة «توجع القلب».
هل حاولت تخليص النجم من كل هذه الخروقات ؟
بل قل إنه تمّت محاربتي لأني حشرت أنفي في مثل هذه المسائل وتخطيت صلاحياتي عندما وضعت الاصبع على ملفات تفضح أمورا مسكوتا عنها.
ماذا اكتشفت بالضبط ؟
اكتشفت أن السيدين سليم الدرويش وشكري لعميري المكلفين بالانتدابات خدعا الرئيس السابق حافظ حميد بعدما منحهما ثقته الكاملة وقاما بجلب لاعبين بعيدين عن المواصفات المطلوبة بمبلغ فاق المليار بإيعاز من الوكيل المعروف «مامادو» الذي كان وراء جلّ الصفقات علي غرار مونغولو وفلاديس وتامبو وتايدر والنموشي، أما بخصوص البرازيلي ليو ماركوفسكي فقد وقع انتدابه بتوصية من وكيل أعمال سعودي وتنسيق من خالد بدرة.
في السياق ذاته كيف بدت لك انتدابات هيئة رضا شرف الدين ؟
قبل الاجابة اريد على غرار بقية الاحباء معرفة الجهة التي كانت وراء انتداب الثنائي موسى مازو وبلال بن مسعود بكلفة تناهز المليارين. فالأول خصصوا له منزلا فاخرا به مسبح وتسوغوا له سيارة بمبلغ 3 آلاف دينار شهريا أما الثاني فقد انتدبوه بمبلغ 400 ألف دينار والحال انه حر ليتجلى سوء التصرف في أوضح مظاهره.
هل ترى أن اتهاماتك للسيد سليم الدرويش مبالغ فيها ومجانية خاصة انه سبق للرجل العمل مع جميع رؤساء النجم؟
لكن لا تنسوا أن جميع هؤلاء الرؤساء قاموا فيما بعد بإبعاده بطريقة او بأخرى وسوف يأتي عليه الدور مع الرئيس الحالي رضا شرف الدين حالما يكتشف حقيقة أمره ولو ان
الوصاية مازالت متواصلة في النجم ولم يتغيّر اي شيء؟
ماذا تقصد بالوصاية؟ أعني أولئك الذين مازالوا يحكمون قبضتهم على النجم الساحلي والذين كانوا وراء إصدار الأوامر لإبعاد هذا وذاك حماية لمصالحهم وأنا من بينهم بسبب خلافات شخصية مع رئيس سابق كان كما أسلفت الذكر وراء تقويض اركان هيئتي معز ادريس وحافظ حميد لا لشيء سوى لأنهما رفضا التعليمات والموالاة عكس حامد كمون الذي كان أداة طيعة. أما بخصوص رضا شرف الدين فإذا لم يقدم فروض الطاعة وتطبيق التعليمات مع ضخ الأموال فإن مصيره سيكون كمصير إدريس وحميد وما يحز في النفس ان «حكومة الظل» مازالت تتحكم في مصير النجم رغم انها فعلت ما فعلت في السابق دون حسيب ولا رقيب.
هذا غمز ولمز واتهام مبطن ؟
بالعكس شأني شأن بقية الأحباء أريد أن أعرف مصير الأموال المتأتية من التفويت بالبيع في ملعب لمين ومن روّج الى أنها انفقت في تشييد نزل النجم طريق القلعة الصغرى نذكره بأن تمويل هذا المشروع كان من طرف الدولة على غرار مركبي النادي الافريقي والترجي الرياضي وكفانا مغالطات ووأدا للحقائق.
فنيا.. بعد فوزي البنزرتي أعيد منذر كبير على رأس الفريق فهل كان الاختيار الأمثل ؟
النتائج المسجلة هي الكفيلة بالاجابة عن هذا السؤال والانتشاء بالمركز الرابع في الترتيب العام والترويج لبناء فريق 2014 مغالطة مفضوحة للأحباء بعد ان سجل النجم تراجعا مهولا على جميع المستويات مع مدرب يتقاضى شهريا 18 ألف دينار ويتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية في ذلك لأنه ليس من المعقول في شيء ان يكتفي فريق ميزانيته في حدود ال20 مليارا بدور «الكومبارس» بتعلة التشبيب واعادة البناء.
لكن رضا شرف الدين متشبث بهذا المدرب وقد جدد ثقته فيه أكثر من مرة ؟
الأكيد ان شرف الدين سيندم لاحقا على ذلك ولو أني على يقين من ان مثل هذه المواقف لا تعكس قناعة الهيئة المديرة بل نابعة من حكومة الظل والأدلة على ذلك عديدة ولا حصر لها.
الى أين وصلت مسألة مقاضاتك للنجم بخصوص مستحقاتك المالية ؟
لقد طلبت بأربع جرايات والتنازل عن الباقي باعتبار وأن عقدي ينتهي في موفى جوان 2013 وفق جلسة صلحية بالمحكمة الا ان المسؤولين الحاليين رفضوا ذلك لتأخذ اجراءات التقاضي مجراها الطبيعي ومع ذلك لم أسلم من اتهامي بالجشع والحال أني لم أنسج على منوال من ترك الفريق ذات دور نهائي لكأس تونس سنة 1994 ليطير الى احدى القنوات التلفزية من اجل حفنة من الدولارات ثم بعد ذلك واصل صمّ آذاننا بحبه للنجم بمناسبة أو بدونها.
هل لديك ما تضيف ؟
أود التأكيد على نقطة معينة وهي ان كل الذي قلته لا يحمل أبعادا أو خلفيات ولا يجب أن يؤخذ على أنه استهداف لكنها الحقيقة التي يجب الاصداع بها وإن وجد من لا يعجبه كلامي فليكن كذلك.