عاشت مدينة تالة حالة من الشلل التام إذ أغلقت المؤسسات الحكومية والخاصة إثر دعوة هياكل المجتمع المدني إلى إضراب عام بعد أن ضاقوا ذرعا من وضع التهميش الذي تواصل بعد الثورة وهو ما جعل أهالي المدينة في اضراب عام لمحاولة تحريك المنوال التنموي. «الشروق» واكبت الحدث وعاينت الإضراب العام الذي تميز بالتنظيم والتأطير المحكم والمصالحة الحضارية مع الامن وجابت شوارع المدينة فكانت المقاهي والدكانين والمؤسسات العامة قد تناغمت مع مطلب الإضراب وفي خضم الحدث التقينا بالسيد عدنان عرباوي الذي أكد أن أوضاع تالة تدرك بالمعاناة لا بالمعاينة فهي سيئة كيفما قلبتها تتألم وجراحها تنزف وباتت المماطلة سمة اللحظة لتؤكد مرة أخرى أن تونس ثقافة كلام لا أفعال كما التقينا بالسيد عبد الرزاق منصري الذي اعتبر أن تالة اليوم تعيش حالة من التهميش الممنهج والمقصود منذ الثورة ولم يتحقق ما يصبو إليه الأهالي فبقيت الا الوعود الزائفة التي مللنا منها وما صدر عن الحكومة هو ضرب من ذر الرماد على العيون فعن أي معمل رخام يتحدثون؟ وعن أي إضافة للعملة ؟ وهل ذلك إلا استهلاك إعلامي وتلميع للتهميش.
اما السيد: مختار عيدودي وهو احد المعطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا متحصل على الأستاذية منذ 1995 وشارك في المناظرة الأخيرة ورفض مطلبه بتعلة عدم استظهار بأصل الشهائد العلمية يعبر عن انخراطه في الإضراب وبأسلوب حضاري ليؤكد ان التشغيل هو أب المطالب فهل يعقل أنه وهو في سن 47 لا شغل له بل أصبح هذا المطلب بالنسبة اليه كما لغيره كمن يلاحق السراب.
اما السيد : عبد الله العصيدي فإنه يؤكد أن الثورة في تالة قامت على مطالب واضحة والعالم كله سجلها وهي رفع الظلم والقهر والاستبداد إلا ان ذلك لم يتحقق بل تفاقم الوضع وازداد سوءا وكثر التهميش وضعفت المقدرة الشرائية وغلت الأسعار وبات المواطن البسيط يتهدده الجوع كل هذا والمشاريع المزمعة للتنمية من المضحكات المبكيات فتالة تتطلب تدخلا عاجلا وسريعا وعملية لسد الفجوة التنموية وعلى الطرف النقيض تطالعنا الحكومة بالحديث عن مشاريع هي أقرب إلى الوهم منها إلى الواقع.
اما السيد : رضا المحمدي فقد عبر عن تذمره من الواقع الأليم التي تعيشه عاصمة الثورة وباتت المطالب تتراكم وتتكوم والحكومات بتعاقبها تنظر الينا وجراحنا تنزف ولذا فإن هذا الإضراب على حضاريته وكما ترون المصالحة المبدئية مع الامن سيكون باكورة لسلسلة من موجات الغضب الذي لا يعلم أحد منا منتهاها.
«الشروق «التقت أيضا السيد محمد الصالح العصيدي الذي اكد ان ترسيم عملة الحضائر مطلب من بين المطالب هذا الإضراب العام الذي انخرط فيه معظم هياكل المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات لتحقيق الحد الأدنى من العيش الكريم .هذا الوضع المتأزم ننقله بكل أمانة لنؤكد على ما تميز به الإضراب العام من حس حضاري وفهم نوعي لأساليب الاحتجاج الراقية رفعت فيه شعارات تطالب بالاستحقاقات الشغلية والتنموية.