تردّد على بعض الألسن غير البريئة أن كرة اليد التونسية عادت بيد فارغة والأخرى لا شيء فيها من المؤتمر الانتخابي للكنفدرالية الافريقية لكرة اليد المنعقد مؤخرا بالعاصمة البوركينية واغادوغو. في حين أكد البلاغ الرسمي الصادر عن الجامعة التونسية لكرة اليد على إعادة الاعتبار لها لا فقط بانتخاب رئيس الجامعة كريم الهلالي رئيسا للمنطقة الأولى وإنما أيضا بقبول مقترح انضمام ممثل عن الجامعة في كل لجنة وأيضا بالوعد الصريح لرئيس الكنفدرالية بالسعي الى انضمام تونس الى المكتب التنفيذي بداية من النيابة الموالية فضلا على الكأس الشرفية التي خص بها الجامعة التونسية للخدمات الجليلة التي قدمتها لكرة اليد الافريقية.
وتعود القراءة السلبية لمحتوى البلاغ من قبل البعض الى الآمال غير الواقعية التي كانت معلّقة في استعادة تونس المنصب الذي خسرته منذ أربع سنوات في المكتب التنفيذي، في حين كانت الظروف غير ملائمة بالمرة لذلك وهو ما جاهر به رئيس الكنفدرالية بكل شجاعة ومسؤولية كل الأعضاء الجامعيين وحتى أعضاء اللجنة الأولمبية كلما سنحت له فرصة ملاقاتهم أو التحادث معهم، ولكن السيد أريمو كان مصرّا وفي كل مرة على ردّ الاعتبار لكرة اليد التونسية وقد قال لي شخصيا وبالحرف الواحد في مقابلة بأبيدجان على هامش البطولة الافريقية للأواسط: «إنني لا أقبل كرئيس بأن يتواصل غياب تونس عن مجلس الكنفدرالية ففضل تونس علينا كبير وفضل كرة اليد التونسية على افريقيا أكبر».
وقد كان الرجل صريحا الى أبعد الحدود حيث لم يخف بأنه لم يكن باستطاعته ضمان انتخاب كريم الهلالي في منصب نائب رئيس ثان لأنه كان متيقنا من فوز المصري مدحت البرطاجي اذا وقع اللجوء الى الانتخابات.. لذلك سعى أريمو بكل ما أوتي من حكمة وديبلوماسية الى ضمان رئاسة المنطقة الأولى لتونس.
وقد يكون من المفيد ان يعلم الجميع بأن التحصل على هذا المنصب لم يكن سهلا بالمرة ذلك ان الجزائر وليبيا كانتا مترشحتين له ولولا حنكة أريمو لما آل المنصب في نهاية الأمر الى كريم الهلالي..
ولكن أيضا، إنه من غير المعقول المرور مرّ الكرام على قبول مجلس الكنفدرالية بضرورة تواجد تونس في كل اللجان والى الذين لا يقدّرون هذا المكسب حق قدره فإننا نقول بأن عضوية اللجان هي في بعض الأحيان أهم من عضوية المكتب التنفيذي، رجاؤنا فقط بأن يختار المكتب الجامعي أناسا جديرين بالانضمام الى لجان الكنفدرالية وألا يكونوا بالضرورة من الأعضاء الجامعيين بل إني أذهب الى أكثر من ذلك وأقول ليت المكتب الجامعي يقرر بألا يرشّح اي عضو جامعي الى اللجان لأن عائلة كرة اليد التونسية تزخر فعلا بالكفاءات القادرة على الاشعاع في صلب الكنفدرالية وعلى إفادة كرة اليد التونسية..
كما خرجت تونس من المؤتمر بوعد صريح للسيد أريمو الى ممثل اللجنة الاولمبية لطفي لعبيدو رئيس الجامعة التونسية بتأكيد انضمام تونس للمكتب التنفيذي بداية من النيابة المقبلة وبحكم معرفتي للسيد أريمو بإمكاني الجزم بأن الوعد لم يكن من قبيل المماطلة او ربح الوقت والتاريخ سوف يشهد على ذلك... كما كان الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي شاهدا بنفسه على كل هذه المستجدات مزكيا إياها واحدة بواحدة بل ساعيا الى حصولها وكأن الدكتور حسن أراد هو ايضا ان يقرّ بفضل تونس على كرة اليد العربية والافريقية وعليه شخصيا بوصفه ممثلا للعرب وافريقيا في الاتحاد الدولي..
وخلاصة القول، نتمنى أن تثبت الأسابيع القليلة القادمة عودة تونس فعليا من الباب الكبير الى الكنفدرالية الافريقية وسوف يثبت التاريخ بأن الجفاء الذي طبع علاقة الهيكلين لسنوات لم يكن لا في صالح الكنفدرالية ولا في صالح الجامعة التونسية..