عقدت أمس النقابة العامة للأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة الاستشفائيين الجامعيين ندوة صحفية بالاتحاد العام التونسي للشغل لتسليط الضوء على أسباب امتناعهم عن التدريس وعن كافة الأنشطة الجامعية منذ يوم 4 أكتوبر 2012. وأكدت حبيبة الميزوني الكاتبة العامة للنقابة العامة للأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة الاستشفائيين الجامعيين أن القطاع يعيش أزمة حقيقية تتجسّد في عدد مريع من الاستقالات من القطاع العمومي نحو القطاع الخاص ونحو دول الخليج بسبب تردّي ظروف العمل في المستشفيات الجامعية رغم أن النقابة قدمت مقترحات فعلية في هذا الغرض وطالبت بمراجعة جذرية في طرق التصرف في المرفق العمومي حتى يتسنّى للطبيب تقديم خدمة صحية في ظروف طبية إلا أن سلطة الاشراف لم تحرّك ساكنا وهو ما خلق عزوفا كبيرا عن التدريس في الجامعة أو العمل في المستشفيات الجامعية وأضافت أنه ورغم تعطل الدروس والأنشطة الجامعية في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والمدارس العليا منذ يوم 4 أكتوبر احتجاجا على عدم الالتزام بمحضر الاتفاق المؤرّخ في 11 جوان 2012 والذي ينصّ على الترفيع في المنح الاستشفائية والجامعية بما يوازي أعمال الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين الجامعيين إلا أن الوزارتين (وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي) لم يكترثا للأمر.
وقالت حبيبة الميزوني إن المفاوضات مع السلطة المعنية وصلت الى حالة من عدم وضوح الرؤية بسبب انتهاج الطرف الوزاري لسياسة المماطلة والتسويف من خلال المقترحات الشفوية التي لم يقع تضمينها صلب محضر اتفاق كتابي مضبوط بآجال محددة وأوضحت أن مستقبل التعليم الطبي والأطباء الجامعيين والمستشفيات الجامعية مهدّد وعليه فلا بدّ من ردّ الاعتبار للطبيب الاستشفائي الجامعي وإنقاذ القطاع وقالت «نحن مع الاصلاح وسنقف ضد كل من سيقف ضدنا خاصة وأن صفتنا الجامعية غير معترف بها وهذا يعدّ مظلمة حقيقية.. من جانبه أوضح بسام عبيدي عضو النقابة العامة أن الخطر يكمن في نية الخوصصة في القطاع الصحي وهي مسألة واردة جدا إذا لم يقع تأهيل المستشفيات العمومية والنهوض بها.
أما المولدي الجندوبي عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد العام التونسي للشغل فقد أكد أن الاضراب الذي نفذه الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيون الجامعيون مردّه تجاهل سلطة الاشراف ولا مبالاتها بمطالبهم «المشروعة» مشيرا الى أن تعطّل سير الدروس منذ يوم 4 أكتوبر أمر خطير وما على السلط المعنية سوى إيجاد الحل الجذري في أقرب الآجال باعتبار أن الاضراب كان اضطراريا.