تتزامن الدورة الرابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية مع احتفالات الجزائر بمرور خمسين سنة على الانعتاق والتخلص من الاستعمار الفرنسي البغيض. وهي مناسبة للاحتفاء وتكريم السينما الجزائرية التي سجلت حضورا باهرا على الساحة العالمية. ومن هذا المنطلق فإن بلد المليون شهيد سيكون له حضوره البارز والفاعل في أول دورة لأيام قرطاج السينمائية بعد ثورة 14 جانفي.. الجزائر سيتم الاحتفاء بها وتكريمها من خلال ابداعها السينمائي حيث سيكون لجمهور الأيام طيلة أيام التظاهرة السينمائية الدولية من 16 الى 24 نوفمبر 2012 العديد من المحطات التي تكتب وتقدّم خصوصيات السينما الجزائرية وتعرض أبرز الأفلام التي وضعت الجزائر في قلب المشهد العالمي انطلاقا من فيلم «معركة الجزائر» للمخرج جيلو بونتيكو والذي أنتج سنة 1966.
أفلام جزائرية نادرة
كما تقدم الدورة أفلاما جزائرية نادرة منها وقائع سنوات الجمر لخضر حامينة المتحصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان الدولي للسينما في دورة 1975 كأول فيلم عربي ينال هذا التتويج في أكبر مهرجان عالمي. وتعرض أيام قرطاج السينمائية في إطار الاحتفال بخمسينية الجزائر «الأفيون والعصا» لأحمد راشدي و«عطلة المفتش طاهر» لموسى حدّاد و«خريف... أكتوبر الجزائر» لماليك لخضر حامينة الذي تم اخراجه سنة 1992 وعرض في ذات السنة في دورة أيام قرطاج السينمائية.
ومن الأعمال السينمائية الجزائرية المنتظر عرضها في هذه الاحتفالية: «مغامرات بطل» و«سلاما يا ابن العم» العملان لمرزاق علواش وقد توّج الأول سنة 1978 والثاني سنة 1996 بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية و«العيش في الجنة» لعلاّم قرجو الحائز على التانيت الذهبي للأيام سنة 1998. وهناك أيضا فيلم «باب الواد سيتي» لمرزاق علواش الذي يعتبر من الوجوه السينمائية الرائدة والأكثر حضورا على امتداد دورات أيام قرطاج السينمائية.
وحسب ما توفّر ل «الشروق» من معلومات فإن الجزائر ستسجل حضورها في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بعملين: «عطور الجزائر» للمخرج رشيد بلحاج و«حراقة بلوز» لموسى حداد واذا كان هذا العمل يعالج ويطرح إشكالية الهجرة غير الشرعية فإن «عطور الجزائر» الذي يقدّم صورة «قاتمة» عن الفكرة الاسلامي الأصولي المتعصّب من خلال توثيق جملة من المجازر التي نفذتها الجماعات الارهابية إبان العشرية السوداء والتأكيد على العنف ورفض الفكر الآخر هما من مرتكزات الاسلامي المتعصب الرافض للحوار من خلال قصة مصوّرة جزائرية تفارق عائلتها وبلدها للاستقرار في باريس تعود الى بلدها بعد عشرين عاما لكي تنقذ شقيقها الذي يواجه حكما بالاعدام بسبب نشاطه الارهابي.