تداولت بعض المواقع الالكترونية ان وزارة النقل ستطبق القانون في التعامل مع سواق شركة النقل بخصم يوم التوقف عن العمل من جراية كل من شارك في الاضراب باعتباره غير قانوني. نبأ الخصم نزل نزول الصاعقة على بعض السواق الذين هدّدوا بالتصعيد فيما اعتبره البعض الآخر سياسة تهديد وتركيع وتقبله بتحدّ كبير.«الشروق» التقت بالبعض من هؤلاء السواق الذين استهلّوا حديثهم بالتنديد بظروف العمل التي يعملون في كنفها والمطالب المزمنة التي تجاهلتها وزارة النقل حيث أكّد صابر بوزيري (سائق مترو) أن الحكومة تناست مطالب القطاع التي «عششت» في رفوف وزارة النقل منذ 2006 رغم أنها مطالب مشروعة مثل الصيغة القانونية في مسألة الايقاف التحفظي والساعات الاضافية ومنح السياقة والخطر والضغط العالي وزي العمل وغيرها.
وقال ان كافة السلط المعنية حريصة على تهميش أعوان النقل من خلال تقديم الوعود الزائفة مؤكدا أن الاضراب لم يكن مبرمجا بل إنه كان بشكل عفوي وفي صورة تنفيذ قرار الخصم فإن الأعوان سيردّون الفعل بالشكل الذي يرونه صالحا في ظل الضغط الذي يعيشونه على المستوى المادي والمعنوي رغم أن ما توفّره الشركة من موارد مالية ضخمة تفوق ال 500 الف دينار يوميا.
وأشار صابر بوزيري أن حل باب التحاور الجدي بين الاعوان واطرافها النقابية وسلطة الاشراف هو الحل الامثل لتجاوز مختلف الاشكاليات التي تعمل بعض الاطراف على استغلالها لتوظيفها سياسيا مشددا على ضرورة احترام المصلحة العامة وطالب بمزيد قرب الادارة من الشغالين للوعي بمشاكلهم.
رسالة موجهة
من جانبه صرّح عماد فرج أن الاضراب الذي شنه سواق شركة النقل هو بمثابة الرسالة الموجهة الى السلط المعنية لاعادة مراجعة قراراتها خاصة في مسألة الايقافات لأعوان الشركة وقال إن الخصم من رواتب الأعوان ستتلوه احتجاجات أخرى. وقد أيده الرأي محمد مشيرا ان قرار الخصم هو وسيلة لترهيب الاعوان وتخويفهم من الدخول في اضرابات اخرى خاصة وأن هناك اضرابا في الافق وقال «المهم أننا بلغنا رسالتنا ونحن نتحمّل المسؤولية كاملة في أي اجراء يتخذ ضدّنا وردّة الفعل سيكون أقوى من قرار الخصم ان ثبت.
منجي برهومي اعتبر بدوره أن مسألة اقتطاع يوم الاضراب من راتبه مسألة غير مقبولة سينتج عنها ردود أفعال غير منتظرة قد تزيد الوضع تأزما وقال ان اضراب الاعوان هو مساندة لزميلهم وهم يتحمّلون مسؤولية ذلك كما على سلطة الاشراف تحمّل مسؤولية اي قرار قد يصدر عنها. وقال «سياسة الخصم هي سياسة ترهيب وتركيع».
أحد السواق الذي امتنع عن ذكر اسمه افادنا أنه في صورة الخصم من رواتب الاعوان فإن الاضراب الذي نفذ ليوم واحد سيتضاعف ولتتحمل الحكومة ما يترتّب عن ذلك موضحا ان ذلك ليس لغة تهديد بقدر ما هو دفاع عن الحقوق المهضومة للأعوان.
الوزارة تنفي
أكد مصدر مسؤول بوزارة النقل ان ما تداولته بعض المواقع الالكترونية حول قرار الخصم من رواتب اعوان شركة النقل بسبب الاضراب الذي نفذوه يوم الاربعاء الموافق ل 10 أكتوبر 2012 لا أساس له من الصحة وهو مجرّد اشاعة كما انه لم يتم اصدار اي بلاغ رسمي يؤكد هذه المعلومة.