للمرة الثانية بعد الثورة أضرب أمس سواق الحافلات الصفراء بالعاصمة أو ما يسمى بشركة "نقل تونس" ... صباح أمس كان متعبا بل ''مشردا '' للمعذبين في الأرض ممن اجبرتهم الظروف كرها على أن يكونوا حرفاء للصفراء ف"فجعوا" بغياب الحافلات ليتبين لهم لاحقا أنها في إضراب - ومادمنا في عهد الديمقراطية فمن حق سواق نقل تونس أن يخلوا العاصمة من حافلاتها متى خطر لهم ذلك – أمس غضبت الحافلات الصفراء ولم تغادر مستودعاتها ودفع المواطن فاتورة إضراب - نزل من السماء- فكنت ترى المعذبون من الحافلات يلهثون وراء التاكسيات مع غصة في القلب من مصاريف إضافية وضربة مقصية لجيب أنهكته قفة رمضان وتترصده مصاريف قادمة إضراب الحافلات الصفراء لم "ينكل "بالتوانسة فقط بل أدخل العاصمة في لخبطة وفوضى كادت أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه الأسئلة انهمرت من ألسن الناس بالمحطات وكلها تحوم حول ما ضر جماعة نقل تونس لو أعلموا باكرا بأن سواق حافلاتهم الميامين سيضربون حتى لا يقع الناس الغلابى في "مفاجعات" قاسية ثم ما حكاية المصادمات والمناوشات بين منظمتين نقابيتين حول الإضراب وشرعيته صفر حافلات وجوه عابسة تترصد بلهفة وذعر مجيء حافلات لم تأت وجموع من الناس تتدافع على التاكسيات للظفر بواحدة تفاديا للتأخير عن الشغل خاصة مع الانطلاق الباكر للحصة الصباحية الأولى ولئن تفطن البعض إلى أن الحافلات الصفراء اختارت الاضراب فإن نسبة هامة من التوانسة لم يفهموا الحكاية إلا متأخرين وقد لا نبالغ إذا قلنا أننا رصدنا بالمحطات غليانا شعبيا أججه إضراب أمس باعتبار أنه الثاني بعد الثورة فهذا هائج يسب ويلعن حياته جملة وتفصيلا وتلك إمرأة متقدمة في السن انهمرت من فمها دعوات – وقاكم الله منها - على حافلة تركتها في التسلل وفرضت عليها الاستنجاد بالتاكسي الحل الباهظ والأخير بالنسبة إليها وفي السياق ذته أفادتنا مصادر من الاتحاد العام التونسي للشغل ان بعض المواطنين عمدوا الى تعنيف اعوان الشركة الذين كانوا بمحطة برشلونة بالعاصمة وقاموا بتهشيم مركز مراقبة شبكة المترو وقطع بعض الطرق المؤدية الى العاصمة كردة فعل على إضراب الحافلات مما خلق فوضى بقلب العاصمة وتعطلت حركة المرور وانقطعت في بعض الحالات وكان المشهد العام ينبض بحجم الغضب الهائل الذي اندلع في نفوس مواطنين وجدوا أنفسهم في يوم رمضاني ساخن أمام مفاجأة ثقيلة إلى ذلك أرادت مجموعة من سواق نقل تونس عرقلة المترو لإرغام سواقه على الاضراب بقطع طريقه ووضع الحواجز على بعض السكك لكنهم لم ينجحوا في مسعاهم باعتبار أن المترو عاد أمس إلى العمل بعد العاشرة صباحا وعن كواليس شركة نقل تونس بلغنا أن المستودعات صبيحة أمس عاشت صراعا تطور في بعض الأحيان إلى "بونية" بين سواق متحمسين للدعوة إلى الإضراب وزملاء لهم رافضين الفكرة أصلا لكنهم عندما أرادوا التوكل على الله للخروج بحافلاتهم من المستودعات للعمل جوبهوا بالتصدي من طرف الجماعة العازمين على إنجاح الإضراب وقد أفادنا بعض السواق أنهم تلقوا تهديدات خيرتهم بين الاضراب أو التعنيف روايتان وحول نجاح الاضراب من فشله أكد لنا مصدر من إتحاد الشغل أنه لايصح الحديث عن إضراب نفذ تحت التهديد باعتبار أن معظم السواق ضده لكنهم أرغموا على الاضراب أما إتحاد عمال تونس المنظمة التي دعت إلى الاضراب فقد أكدت أن نسبة نجاح الاضراب بلغت 80 بالمائة بين الشبكة الحديدية والحافلات وبين المصدر نفسه ان المطالب التي من اجلها دعا اتحاد عمال تونس الى الاضراب تتعلق بمسالة التعددية النقابية والخصم المباشر لمعلوم الانخراط لمختلف النقابات وهى مطالب يفترض التحاور بشأنها فى اطار مفاوضات اجتماعية او على مستوى سلطات الاشراف المعنية على غرار وزارة الشؤون الاجتماعية ولئن لم يستوعب معظم التوانسة أصل حكاية إضراب أمس فإن "الفاهمين" راحوا يفسرونه بصراع نقابي بين منظمة شغلية عريقة ومنظمة نقابية أخرى مازالت تحبو (تأسست ماي الماضي) تحاول جاهدة جمع أنصار حولها ليبقى" التوانسة" ضحية إضراب مرفق أساسي