تتوفّر ولاية القيروان على 79 معهدا ثانويا تعاني في مجملها من سوء الحال والنقائص مما ولد مشاكل أرقت الأولياء و الاطار التربوي والإداري والتلميذ على حدّ السواء وهي في انتظار الحل العاجل من قبل السلط المعنية. ورغم النداءات المتكررة إلا أنّ المشاكل تواصلت بعد الثورة دون معالجة مما يبشر بسنة صعبة قد ترسخ تدني المستوى التعليمي والمردودية.
مدير معهد ابن الجزار مختار السهيلي تحدّث ل«الشروق» عن غياب الفضاءات الصحيّة وقاعات التمريض إضافة إلى غياب حارس للمؤسسة ونقص في التجهيزات من مكاتب وحواسيب. كما أشار إلى أنّه رغم وجود اعتمادات بقيمة 57 مليونا لتهيئة الفضاءات الصحية فان المقاول لم ينطلق في الأشغال. خالد المبروك القيم العام بالمعهد قال أنّ نقص القيمين يبقى من أهم الإشكالات والنقائص. يوجد بالمعهد 1100 تلميذ يؤطرونهم 6 قيمين فقط وهو ما يعتبر مشكلة كبيرة فالمثال المعماري للمعهد يستوجب على الأقل توفر 17 قيما حيث لم يتم تعويض القيمين المتقاعدين والذين تمت نقلتهم.
وعند تجولنا في المعهد لاحت لنا العديد من النقائص والمشاكل على غرار شبكات المياه المهترئة وشبكات التطهير في حالة مزرية وحفر في كل مكان وملاعب لا تصلح للتربية البدنية وفضاءات صحيّة غير صحيّة.
تحوّلنا إلى معهد عقبة ابن نافع المجاور وهناك التقينا مجموعة من القيمين فتحدثوا عن النقائص. علي الهلالي ورضا الرمضاني قيمان بالمعهد قالا إنّ المعهد يعاني من عديد المشاكل التي انعكست على المستوى الدّراسي للتلاميذ الذي اصبح متدنيا جدا كما تحدثا عن غياب مكتب للقيمين مما اجبرهم على الجلوس في قاعة الكهرباء العامة التي تمثل خطرا كبيرا عليهم كما أكدوا ان اكبر المشاكل تتلخص في وجود أشغال في المعهد تعيق السير العادي للدروس نظرا لشدّة الضجيج كما تمثل الحفر التي تتوسط ساحة المعهد خطرا على سلامة التلاميذ. وتحدثا أيضا عن وجود دخلاء على المعهد بشكل يعرّضهم للعنف في كثير من الأحيان. التلاميذ الذين التقيناهم تحدثوا عن غياب الأمن. حيث أكد كل من محمد أمين قلاوي ووديع الرايس (شعبة اقتصاد وتصرف) على وجود حالات عنف وفوضى في أحيان كثيرة تهدّد سلامة التلميذ.
في معهد الشاذلي عطاء الله(شارع فاس) حاول القيم العام صلاح الصفاقسي بكل الوسائل تجاوز الصعوبات والنقائص الموجودة بالمعهد والمتمثلة في شغورات كبيرة في القيمين ووجود أشغال بالمعهد. وأشار الى غياب فضاء رياضي متكامل حيث أنّ الفضاء الموجود يتوسّط ساحة المعهد ويسبب قلقا كبيرا للجميع وطالب بمزيد تهيئته كما اكد على النقص الكبير في التجهيزات.
تلاميذ المعهد اكدوا على قيام القيم العام بعديد المبادرات الطيبة لمعالجة الصعوبات أبرزها التنسيق مع جمعية خيرية قدمت مساعدات مدرسية لتلاميذ العائلات المعوزة والعمل على توزيع التلاميذ على الأقسام بطريقة متوازنة وفق معايير علمية مضبوطة وموضوعية وهو ما أغلق الباب أمام التشكيات التي حصلت في إعدادية ابن شرف وادت الى توقف الدروس. كما استغل التقنيات الحديثة لتطوير العمل بالمؤسسة والتعامل بين الولي وفي مجال الإعلام المدرسي وتوثيق العلاقة بين جميع الأطراف المتدخلة في العملية التربوية. والمعهد لا يزال دون ناظر ورغم ذلك مكن التنسيق بين القيم العام ومختلف الأطراف المتداخلة في العملية التربوية من كسب سمعة طيبة نظرا لسياسة الانضباط والحزم المتبعة بينما اكد بعض التلاميذ على استيائهم الشديد من التباطؤ الشديد في سير الأشغال والتي تزامنت مع انطلاق السنة الدراسية.