تنشط في جزيرة جربة أربعة أندية في رياضة كرة القدم وهي الجمعية الرياضية بجربة في الرابطة الثانية والأمل الرياضي بجربة المنتمي إلى الرابطة الثالثة والاتحاد الرياضي بجربة الناشط في رابطة الهواة إضافة إلى الشبيبة الرياضية بجربة لكرة القدم داخل القاعات. ورغم ما حققته هذه الأندية أحيانا من انجازات على غرار صعود جمعية جربة في مناسبتين للرابطة الأولى (الوطني «أ» سابقا) وإحراز أمل جربة على كأس الرابطة في نسختها الأولى وتميز شبان مختلف جمعيات الجزيرة على المستوى الوطني وكذلك تألق الشبيبة الرياضية لكرة القدم داخل القاعات، لكن مختلف هذه النتائج والانجازات ليست إلا قليلة وظرفية. فأندية جزيرة جربة لم تعرف الاستقرار على مستوى النتائج.
جمعية جربة التي تمكنت من الوصول الى الرابطة الأولى لم تستطع البقاء في ذلك القسم إلا لفترة قصيرة. .. وأمل جربة الذي عرف سابقا بوفرة امكانياته المالية التي مكنته من التألق على مستوى النتائج، يجد نفسه الآن في وضعية مادية لا يحسد عليها. ومن ناحيته فان فريق الاتحاد الرياضي بجربة لم يتمكن منذ مدة طويلة من مغادرة رابطة الهواة كما أن صنف الأكابر بهذا الفريق لم يعرف الاستقرار حيث تم حله في أكثر من مناسبة. أما الشبيبة الرياضية ورغم أنه يعتبر حديث التكوين فانه تمكن من الصعود الى الوطني لكن غياب الدعم جعل هذا الفريق يواجه العديد من الصعوبات. الشروق كانت لها لقاءات بمسؤولين بهذه الأندية لمعرفة أسباب هذه الوضعية غير المستقرة التي تشهدها أندية الجزيرة. أولى الصعوبات التي تحدث عنها كل المسؤولين هي الصعوبات المالية. السيد سلام بن حامد رئيس فرع كرة القدم بجمعية جربة اعتبر أن المشكل الرئيسي الذي تواجهه جمعيته هو مشكل مادي بالأساس مشيرا الى أن جربة ورغم مكانتها الاقتصادية وخاصة السياحية بتواجد العديد من النزل والمؤسسات السياحية التي يمكنها أن تدعم كل أندية جربة، فان هذه الأخيرة لم تحظ بهذا الدعم. كما أكد السيد سلام بن حامد على أن الجمعية لم تتحصل على المنحة الكاملة من قبل البلدية مشيرا الى أن جمعية جربة وخلال الموسمين الأخيرين لم تتحصل إلا على مبلغ 20 ألف دينار كمنحة بلدية. ومن جهته أكد السيد عبد المجيد الزنداح نائب رئيس أمل جربة على أن مشاكل فريقه هي مشاكل مادية بدرجة أولى متسائلا عن أسباب تراجع بعض الوجوه عن دعم الفريق. كما استغرب من تقليص منحة البلدية التي كانت تسند سابقا إلى الربع وذكر أن قانون الجمعيات هو المشكل في قلة موارد الجمعية لأنه لا يتيح الفرصة للجمعية لإنشاء بعض المشاريع التي تصبح رافدا لميزانية الجمعية. نفس الصعوبات المالية تحدت عنها السيد معز الفقيلي رئيس الاتحاد الرياضي بجربة قائلا: «يظل المشكل المالي المعضلة أللكبرى للتسيير في غياب التوقعات الصحيحة للمداخيل وضعف المنح والدعم أمام عزوف المنخرطين والمستشهرين يجعل الجمعية عاجزة عن توفير ما هو أساسي للاعب من تجهيزات وغذاء وتنقل...» السيد كريم النجار مسؤول بالشبيبة الرياضية بجربة لكرة القدم داخل القاعات ذكر أن فريقه حقق نتائج ممتازة وهي نتائج تستحق كل الدعم لتشجيع الفريق على مواصلة التألق، لكن في الحقيقة فان الدعم كان مفقودا باستثناء القليل من الأحباء أما أغلب المصاريف فانها على عاتق المسؤولين الذين ضحوا بالكثير من أجل الفريق. إضافة إلى الصعوبات المالية، فان كل أندية الجزيرة تواجه مشاكل على مستوى التجهيزات وخاصة الملاعب. فالملعب البلدي بحومة السوق يشهد ضغطا متواصلا حيث تستغله العديد من الأطراف، فبالإضافة إلى جمعية جربة بمختلف أصنافها، فان الملعب يحتضن كذلك فرق الأكاديميات الخاصة لكرة القدم والعديد من الفرق التي تنشط في إطار رياضة وشغل. هذه الوضعية يمكن أن تسارع بإلحاق الضرر بأرضية الملعب. وهذه الوضعية حسب ما أكده رئيس فرع كرة القدم بجمعية جربة تتطلب الإسراع بتعشيب الملاعب الفرعية التي هي في حالة سيئة وتحتاج الى عناية كبيرة للحد من الضغط المسلط على الملعب الرئيسي. السيد معز الفقيلي رئيس الاتحاد الرياضي بجربة تحدث عن الظروف الصعبة التي تتم فيها تمارين فريقه مؤكدا على نقص الإضاءة بالملعب وعلى حجرات الملابس التي تفتقر إلى العديد من التجهيزات كما أن أرضية الملعب الصلبة كثيرا ما تؤدي إلى تعرض اللاعبين إلى إصابات مختلفة وهي وضعية تتطلب تعشيب الملعب خاصة وأن فريق الاتحاد الرياضي بجربة هو الفريق الوحيد في ولاية مدنين الذي يفتقر لملعب معشب. أما السيد عبد المجيد الزنداح نائب رئيس أمل جربة فتحدث عن غياب الصيانة عن المركب الرياضي بميدون الذي يعتبر مركبا عصريا لكنه أصبح يعاني من عدة مشاكل أهمها تآكل العشب الطبيعي لأرضية الملعب التي لم تعد قادرة على احتضان التمارين.
رئيس الاتحاد الرياضي بجربة تحدث عن بعض العوامل البشرية التي ساهمت في عدم استقرار وضعية فريقه مشيرا إلى عزوف المسيرين وعن غياب تحمل المسؤولية لدى البعض الذين يعتبرون أن ما يقومون به داخل الجمعيات هو عمل تطوعي ولا يحاسبهم عليه أحد. هذه العقلية حسب السيد معز الفقيلي يجب القضاء عليها مؤكدا على أن التطوع هو كذلك التزام بالقيام بالواجب إزاء الشبان الذين تقوم جمعياتهم بتأطيرهم. مشكل عزوف المسيرين تحدث عنه كذلك السيد سلام بن حامد الذي أكد على ضرورة الاستمرارية على مستوى التسيير مشيرا الى أن عدم الاستقرار على مستوى المسيرين والاطار الفني تعتبر من الصعوبات التي واجهتها جمعية جربة في العديد من المواسم.
كما تحدث السيد عبد المجيد الزنداح عن عزوف العديد من المسيرين عن الفريق لأسباب مختلفة. ومن ناحيته اعتبر السيد كريم النجار المسؤول بالشبيبة الرياضية لكرة القدم داخل القاعات أن ناديه أمضى فترة بدون رئيس كما أن عدد من المسيرين انسحبوا مشيرا الى أن العوامل المادية هي الأسباب التي تجعل بعض المسيرين يغادرون داعيا الى ضرورة التفاف كل الأحباء حول الفريق ومساندته وهي نقس الدعوة التي تقدم بها بقية الممثلين عن الفرق الأخرى.