خلال شهر أفريل الماضي انطلقت أشغال ربط حي «بن وايل» السكني بالماء الصالح للشرب... كان من المقرر أن تنتهي الأشغال في موفى شهر جوان لكن إلى حد الآن لم يكتب لها أن تنتهي لأسباب تعود إلى المقاول حسب تصريح أهالي المنطقة. وقد حدثنا الحبيب الوالي صاحب مشروع للترفيه السياحي أن المقاول هو السبب في التأخير ووجه رجاءه إلى مدير إقليمنابل للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه «حتى يغير المقاول الذي لم يف بوعده» وتساءل: «كيف تقوم الحكومة بواجبها في تمويل المشروع فيما يعطله المقاول». وأفدنا رضا الوايلي بأنه «من غير المعقول السكوت على تصرفات هذا المقاول الذي يتمتع بشرب الماء المعدني ولا يبالي بالمواطن العطشان وعائلته ودوابه وخاصة الجمال التي تمثل مورد رزقنا الوحيد». واوضح لنا أنه قد خسر أكثر من عشرة آلاف دينار بسبب نفوق ثلاثة من جماله جراء شرب الماء المالح. اما نجيب الحمامي الذي يملك مركزا للترفيه (كواد) فتساءل عن رقابة الشركة الوطنية لتوزيع المياه قائلا: «كيف لا تراقب أشغالها؟ وهل هناك عقود مبرمة بين الشركة والمقاول؟ وهل هناك آجال محددة؟ مع العلم انني بعت آلات خاصة بمركز الترفيه بأبخس الأسوام وذلك لعدم وجود الماء الصالح للشرب». واوضح: «نستعمل الماء المالح في غسل هذه الآلات فيضر بها». وقد حاولنا الاتصال بالمقاول للتأكد من مدى صحة ما نسب إليه ومعرفة أسباب التعطيل في تنفيذ المشروع لكن جميع مجهوداتنا باءت بالفشل. وخلال زياتنا لهذا الحي وجدنا بشيرة في انتظارنا، هي امراة طاعنة في السن وأعياها ظلم الزمن كانت تترقبنا بفارغ الصبر لكي تحملنا إلى منزلها الذي يبعد بعض الامتار على أحد المنازل المفترض تمتعها لاحقا بالماء. تبتسم لنا ثم تقول: «هل من المعقول أن يصل الماء الصالح للشرب إلى هذا المنزل ولا يصل منزلي؟». المنازل هنا متجاورة ولا يبعد أحدها عن الآخر إلا بعض الأمتار لكن بعضها محظوظ دون البقية (هنالك سبعة منازل لم يشملها المشروع بالرغم من قرب المسافة) مع العلم أن العجوز بشيرة مستعدة حسب تأكيدها خلاص معلوم إيصال الماء. ولهذا تطلب من والي نابل التدخل لتمتيعها وبقية الجيران المحرومين بالماء. هذا المشروع قدر بحوالي 430 ألف دينار ساهم فيها المجلس الجهوي ب 296 ألف دينار، والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ب 47 ألف دينار أما الباقي (86 ألف دينار) فسيسدده 170 منتفعا.