نظّم مجلس القيادات الشابّة مؤخرا بالاشتراك مع منظّمة البحث عن أرضية مشتركة تظاهرة «مقهى مواطنة حول الشباب والعمل الجمعياتي» وذلك بحضور ممثّلين عن المندوبية الجهوية للشباب والرياضة وجمعيات ومنظّمات ناشطة إلى جانب مجموعة من شباب الجهة. تهدف هذه التظاهرة إلى دعم إشراك الشّباب في الانتقال الديمقراطي وتمكينه من فرص الاندماج في العمل الجمعياتي حتّى يعبّر عن أفكاره ومشاريعه ويطرح تصوّراته لتطوير العمل الجمعياتي بهدف إيجاد حلول لمشاكل المنطقة والتعريف بها ومناقشتها مع مسؤولي الجهة.
وقد انطلقت فعاليات التّظاهرة بعرض تحقيق مصوّر يتضمّن آراء بعض رؤساء الجمعيات حول العمل الجمعياتي ودور الشباب ثمّ تمّ تكوين موائد مستديرة لمناقشة 3 محاور تعلّق المحور الأوّل بموضوع الشباب والعمل التطوّعي وكان المحور الثاني عنوانه دور المجتمع في تكريس ثقافة العمل الجمعياتي لدى النّاشئة في حين تناول المحور الثّالث موضوع دور الجمعيات في إدماج الشّباب للمشاركة في النّشاط الجمعياتي.
وتحدّث السيّد عبد المجيد البراهمي رئيس جمعية أحبّاء المكتبة والكتاب عن الأسباب الحقيقيّة الّتي تحول دون إقبال الشّباب على العمل التطوّعي صلب الجمعيات وفسّر ذلك بسياسة النّظام السّابق الّتي ضربت كلّ نفس إبداعيّ وكلّ تحرّك شبابي واليوم وبعد الثورة لم يعد هنالك مبرّر لعزوف الشّباب عن الانخراط بفاعليّة بالجمعيات بعد أن أهدته مجالا واسعا للحريّة والإبداع ورفعت عنه كلّ القيود وأشكال الرّقابة غير أنّ أمرا واحدا مازال يعيق تحقيق هذا المبتغى وهو يتعلّق بضعف الإمكانيات المادية لأغلب الجمعيات.
أمّا السيّد رفيق البراهمي رئيس المركز الاستراتيجي للتفكير بالشمال الغربي فقد رأى أنّ الوقت قد حان لإعادة هيكلة الجمعيات الّتي تضخّم عددها بعد الثّورة دون أن تكون لها فعاليّة وذلك عبر كسر حاجز الانغلاق على نفسها وتأطير أعضائها من خلال إطّلاعهم على التّشريعات القانونية وأشار كذلك إلى غياب المصداقية وعدم الشعور بالمسؤوليّة لدى عدد كبير من المنخرطين صلب الجمعيات وعدم قدرتهم على استقطاب الشّباب نتيجة الانفراد بالرّأي وعدم التعرّف على الواقع الحقيقي لتطلّعات الشّباب وتوجّهاته وهو ما يفسّر بقاء هذه الجمعيات على مستوى التّنظير فقط.
ومن جهة أخرى تناولت السيدة ثريّا البهلول رئيسة جمعية إبداع للتنمية الأسريّة والشبابيّة ظروف عمل الجمعيات حيث بيّنت أنّ الشّباب لا يمكن له أن ينشط صلبها في ظلّ مناخ متوتّر ومهزوز إذ أنّ الجمعيات قد تأثّرت بالتجاذبات السياسيّة, واقترحت في هذا المجال تحييدها عن العمل السّياسي وتخصيص العمل الجمعياتي صلب البرامج التّعليميّة لتصبح مادّة تدرّس بالمعاهد.
ودعت الحكومة إلى سنّ تشريعات حتّى يجد التّلميذ أو الطّالب وقتا ضمن جدول أوقات دراسته لممارسة العمل الجمعياتي عبر المساهمة في حملات النّظافة والتّشجير وغيرها على امتداد السّنة.
أمّا الطّالب ياسين بن يوسف فقد ذكر خلال مداخلته أنّ هنالك تقصير واضح من عديد الجمعيات في التّعريف بنشاطها لدى عامّة الشّباب لذا بقيت مجهولة لديه ولفت النّظر إلى وضعية مقرّات الجمعيات الّتي تحتاج إلى صيانة وتعهّد حتّى تكون لائقة ممّا يساهم في تحسين صورتها لدى الشّباب داعيا الأولياء إلى مراقبة ومواكبة نشاط أبنائهم بصفة مستمرّة داخل الجمعيات حتّى لا تخرج عن الأهداف الّتي من أجلها بعثت.
وفي الختام أكّد رؤساء المنظّمات والجمعيات الحاضرة على أهميّة مثل هذه التّظاهرات الّتي من شأنها أن توحّد جهود عمل الجمعيات في سبيل مزيد استقطاب ودفع الشّباب للانخراط بكلّ تلقائيّة مساهمة منه في دفع المسار التّنموي بالجهة.