أحيت ولاية بنزرت أمس الاثنين الذكرى 49 لعيد الجلاء المجيد وسط اجواء طيبة جدا على جميع المستويات وايضا في خشوع والفة اكدها الحضور التلقائي للمواطنين. وقد أشرف الرؤساء الثلاثة على إحياء التظاهرة. الاشراف الرسمي كان في القمة من خلال اشراف كل من السيد رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي والسيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة والسيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي الذين قاموا بوضع اكليل من الزهور بروضة الشهداء ببنزرت وتلوا فاتحة الكتاب والدعاء بالرحمة والغفران لجميع من ضحوا بالغالي والنفيس من اجل عزة وكرامة البلاد وكل من استشهدوا في حرب الجلاء .
ورافقهم بالحضور والمواكبة اعضاء الحكومة وعدد من ممثلي الاحزاب السياسية والمنظمات والقائد الاعلى للقوات المسلحة والقيادات العسكرية والسلط الجهوية والمحلية وشيخ المدينة والمديرون الجهويون وعدد من اعضاء المجلس الوطني التأسيسي وثلة من المناضلين والمقاومين ...جميعهم تذكروا واعتبروا من هذه المناسبة الخالدة والتي قال فيها السيد رئيس الجمهورية في تصريح مقتضب ولكنه معبر «هو عيد وطني مقدس ...ورحم الله الشهداء « ومثله قال السيد رئيس الحكومة «انه جزء من الثورة ...التي اعادت له الاعتبار...»..وتقريبا نفس المعاني التي أكدها لنا عميد الحقوقيين ببنزرت والمناضل القدير عم علي بن سالم الذي تذكر معنا نضالات ابناء بنزرت وكل من شاركو في حرب تحرير البلاد من الشمال الى الجنوب دون استثناء وزميله المقاوم المعروف السيد أحمد التليسي الذي دعى الشباب لحب الوطن والحفاظ عليه.
وربما من الاشياء الجميلة التي عاينتها امس هو غياب ذلك الضغط النفسي والأمني الرهيب الذي كان يخنق الجهة ويعطل حركة الناس العادية في كل ارجائها ولا سيما في محيط روضة الشهداء التي كانت امس عادية وغابت تلك التعبئة الجماهيرية المصطنعة وحلت محلها تلقائية الشعب الذين حضر منهم عدد محترم من كافة الفئات والاعمار ولا سيما الاطفال الذين زينوا المناسبة ببراءتهم وهتافاتهم التلقائية ، ولو اننا وددنا لو كان موقعهم اقرب الى مدخل روضة الشهداء …
هذا وكانت الجهة اعدت جملة من الانشطة الثقافية والتنشيطية والشبابية والتاريخية تخليدا لهذه الذكرى الغالية على كل التونسيين عامة وأبناء بنزرت خاصة اجتهدت الولاية والبلدية وعدد من الجمعيات أمثال «انتم تغيرون بنزرت و دار الشباب سيدي سالم وجمعية صيانة المدينة وجمعية المساندة الصحية والاجتماعية وجمعية اهل الخير والرحمة والتعاون والكشافة التونسية فوج احمد الدهماني» في اعدادها وتنظيمها بكل نجاح كالملتقى مع الجنرال محمد سعيد الكاتب والعقيد حميدة الفرشيشي ولقاء عم علي بن سالم والشريف الخماسي مع عائلات الشهداء حبيب حنيني وغيرهم وتنظيم مسيرة صامتة بالشموع من مقر البلدية نحو المرسى القديم ومعرض للصور الخالدة للمعركة العظيمة وغيرها من الفعاليات التي نرجو ان تتفرع نحو بقية جهات البلاد فعيد الجلاء عيد لكل التونسيين ومن حق بنزرت أن يحتفل بها كل ابناء الوطن خاصة وان من استشهدوا في معركة التحرير هم من كل ابناء هذا الوطن العزيز .
هوامش
حل ركب الرؤساء الثلاثة من جهة الطريق السريعة تونس منزل بورقيبة بنزرت وذلك لكي يتجنبوا تعطيل حركة السير بالجسر المتحرك الذي يشهد منذ مدة اشغال تهيئة عامة تنتهي يوم 27 من الشهر الجاري . رصدنا حضورا للافتة اعدها احد اقارب شهيد من الحرس الوطني المرحوم ابراهيم غلالة يطالب فيها برد الاعتبار لابن عمه ورفاقه وهم أحمد تيتاي وعمر غربية والشافعي باشا الذين استشهدوا في معركة الجلاء ولم يكرموا حتى بالدفن في صورة لائقة مع الاشارة انه استظهر بمضمون يشير بطريقة غريبة ان المرحوم تيتاي مثلا لازال على قيد الحياة بلدية بنزرت علقت لافتات قبالة روضة الشهداء كتب عليها «بنزرت على العهد تحيي الذكرى 49 لعيد الجلاء «بنزرت ترحب بالقيادة الشرعية للبلاد» «بنزرت وفية لشهدائنا الابرار». تحية خالصة لمصالح الرئاسة من منظمي المناسبة على احتضانهم الجميل لكل الاعلاميين وتسهيل عملهم دون تكلف بل بكل مودة فألف شكر للجميع على غير العادة السابقة تلا فاتحة الكتاب بروضة الشهداء مفتي الديار التونسية السيد عثمان بطيخ. عدة وجوه سياسية وحقوقية وغيرها غابوا عن المناسبة اليوم بروضة الشهداء ببنزرت ولا سيما من مؤثثي البلاتوهات الاعلامية ...زعمة علاش . استعرض الرؤساء الثلاثة موكبا مهيبا وأنيقا لتشكيلات الجيوش الثلاثة. مجهود يذكر فيشكر للسلطات الجهوية والمحلية والبلدية في تهيئة محيط روضة الشهداء وكافة المناطق المحيطة خاصة بعد الامطار الاخيرة التي شهدتها الجهة كالمعتاد . متابعةطارق الجبار.