نجح أمس الاضراب العام في قطاع الاعلام بنسبة عالية وفق ما ذكرته مصادر من نقابة الصحفيين التونسيين ..اضراب هو الاول من نوعه في تاريخ الاعلام التونسي والعربي .. لأول مرة في تاريخ تونس، غابت نشرات الاخبار طوال يوم امس عن الإذاعات والقنوات التلفزية الخاصة والعمومية وعن مواقعها الالكترونية وعن الجرائد الالكترونية، واقتصرت فقط على الاعلان عن وجود الصحفيين العاملين بها في إضراب عام. فيما امتنع صحفيو الجرائد الورقية اليومية عن تغطية مختلف أحداث يوم أمس باستثناء تغطية فعاليات الاضراب أو الاحداث الاستثنائية جدا. كما شارك صحفيو وكالة الانباء الرسمية (تونس افريقيا للأنباء) في الاضراب وتم الاعلان عن ذلك عبر الموقع الرسمي للوكالة، وسجل الاضراب أيضا مشاركة صحافيي الممارسة الحرة العاملين في تونس ( freelance).
وبالنسبة للقنوات التلفزية فقد تمثل الاضراب في إعطاء عناوين الأخبار دون ظهور المذيع ثم إذاعة خبر يتعلق بإضراب الصحافيين . و بالنسبة للإذاعات فقد اكتفت بإذاعة خبر يتعلق بالإضراب في نشراتها الاخبارية والاقتصار على بث الأغاني إضافة الى تخصيص كل البرامج الحوارية للحديث عن هذا الإضراب وإذاعة العديد من الومضات التي تذكر المستمعين بأن الصحفيين في حالة إضراب.
يوم تاريخي
وقال منجي الخضراوي الكاتب العام لنقابة الصحفيين في تصريح ل«الشروق» أن 17 أكتوبر 2012 « يوما تاريخيا بالنسبة للإعلام التونسي ولتونس بشكل عام باعتباره سجل نجاح أول اضراب رسمي للصحفيين في تاريخ البلاد دعت إليه النقابة وحصل على التراخيص القانونية اللازمة». وعبر المتحدث عن ارتياح النقابة للالتزام الكبير من قبل الصحفيين وعديد المؤسسات الاعلامية بالاستجابة لدعوة النقابة وتنفيذ الإضراب مؤكدا أن نسبة مشاركة الصحفيين في الاضراب بلغت 90 بالمائة. وذكر من جهة أخرى أن الاضراب شهد مساندة أجنبية منقطعة النظير، حيث دعا الاتحاد الدولي للصحفيين العاملين في الحقل الاعلامي في 180 دولة إلى مساندة الصحفيين التونسيين ، ودعا اتحاد الصحفيين العرب إلى الاضراب عن العمل الصحفي يوم 17 أكتوبر 2012 مدة ساعة في الدول العربية تفاعلا مع اضراب الصحفيين التونسيين.
مساندة مكثفة
وشهد مقر نقابة الصحفيين بعد ظهر أمس حضور عدد كبير من الصحفيين من مختلف المؤسسات الاعلامية في اجتماع تاريخي . كما سجل مقر النقابة منذ الصباح توافد عدد كبير من مكونات المجتمع المدني (هيئات مهنية ونقابية وجمعيات) وعمادة المحامين والرابطة التونسية لحقوق الانسان وعدد كبير من الحقوقيين والحقوقيات ورؤساء عدة أحزاب وعدد من أعضاء المجلس التأسيسي ..جاؤوا جميعا لمساندة الصحفيين في اضرابهم .
وحضرت كذلك الأمينة العامة للاتحاد الدولي للصحفيين وممثلين عن اتحاد الصحفيين العرب و عن منظمة مراسلون بلا حدود وعن نقابات الصحفيين في بعض الدول العربية . وأصدرت نقابة الصحفيين اول أمس بيانا عبرت فيه عن تمسكها بهذه المطالب.
وكانت رئاسة الحكومة التونسية قد عبرت عن «أسفها» لقرار الدعوة إلى الإضراب العام في قطاع الإعلام، مؤكدة أن «أي تعطيل للحوار والتشاور والاتجاه نحو التصعيد لا يتوافق مع الرغبة الحقيقية لعموم الصحافيين والعاملين في القطاع في الارتقاء به مهنيا واجتماعيا». وقال بيان للحكومة إن رئاسة الحكومة «لا ترى داعيا لقرار الإضراب، خاصة وأنه قد تم إحداث وبدء تفعيل إطار للحوار والتشاور مع ممثلي قطاع الإعلام من نقابات وجمعيات».