الصحف المكتوبة والقنوات التلفزية والبوابات الالكترونية تتفاعل مع الإضراب - تفاعل الإعلام الجهوي في كافة الإذاعات مع قرار الإضراب العام للإعلام التونسي الذي دعت إليه النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وقد برز هذا التفاعل بشكل إيجابي وحضاري حيث أقتصر بث كافة الإذاعات الجهوية على تمرير ومضات إعلامية حول الإضراب، كما تميزت كافة الأخبار الموجزة ونشرات الأخبار بالتركيز على الإضراب الذي نفذه الصحفيون في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية. وفي غمرة هذا اللإضراب ركز الاعلاميون في هذه الإذاعات على أسباب الإضراب وأبعاده وذلك من خلال بعض البرامج الحوارية التي تم فيها التطرق إلى واقع الإعلام بعد ثورة 14 جانفي، وما يعانيه من صعوبات نتيجة عدم تطبيق المراسيم والقرارات الخاصة بتطوير الإعلام وحريته وأيضا بخصوص ماعرفه من اعتداءات تمثلت بالخصوص في تنصيب وجوها لا يرغب الاعلاميون في التعامل معها وذلك على غرار ما جرى بالإذاعة والتلفزة الوطنية و"دار الصباح" التي يشن العاملون فيها من صحافيين وفنيين اعتصاما متواصلا منذ 47 يوما واضرابا عن الجوع بلغ في مرحلتيه الأولى والثانية 14 يوما وهو لا يزال متواصلا. وجاءنا من خلال ما تابعه مراسلونا في الجهات أن المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات والقوى الديموقراطية في الجهات قد هبت منذ الصباح الباكر إلى الإذاعات الجهوية لتقوم بوقفات مساندة وتجمعات احتجاجية تضامنا مع الصحفيين في يوم إضرابهم العام وذلك من أجل الدفاع على حرية الكلمة والتعبير الذي مثل لحد الآن ملجأ الجميع بعد ثورة14 جانفي التي حررت الشعب التونسي بكامله.
رئيس فرع نقابة الصحفيين التونسيينبصفاقس: الإضراب يهدف لحرية التعبير والنفاذ للمعلومة يوم بلا موجز أخبار ولا استماع إلى هموم ومشاغل المواطنين بجهة صفاقس عبر موجات إذاعتها التي ما إن يهدأ بالها إلاّ لتحكمها من جديد التسميات بتعيين مدير جديد لها خلفا لمن تداولا على إدارتها. فإضراب الأمس بصفاقس والذي نادت به النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بعد استنفاد جميع السبل الحوارية نتيجة تعنت الحكومة ورفضها التجاوب مع مطالب الصحفيين وأهل القطاع حقّق أهدافه بتضامن من بعض الصحفيين وأعضاء الرابطتين لحقوق الإنسان فرعي صفاقس الشمالية والجنوبية الذين قاموا بزيارة مقر الإذاعة. سمير الحسيني رئيس فرع نقابة الصحفيين التونسيينبصفاقس وصف إضراب أمس بالناجح وشارك فيه كل الزملاء الصحفيين والعاملين في إذاعة صفاقس الذي تمّ تنفيذه حسب الشكل المتفق عليه بالمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وحسب التراتيب المعمول بها. وقال "هذا الإضراب هو ليس ضد الحكومة بل هو إضراب من أجل الحرية والإستقلالية ومن أجل الوطن وجملة المطالب التي أضرب من أجلها الصحفيون تهم الجميع كما أنّنا نطالب بتفعيل المرسومين115و116 و أن ترى الهيئة المستقلة للإعلام النور كي لا تضع أي سلطة يدها على الإعلام ورفض التعيينات المسقطة." وأضاف: "مطالبنا تتمثّل في تضمين حرية الصحافة في الدستور وأن يأخذ زملاؤنا في "دار الصباح" حقوقهم وأن يتم رفع المظلمة المسلّطة عليهم منذ مدة طويلة وتحويل مستحقات الزملاء الصحفيين والعاملين بهذه الدار إلى أسهم تدرج برأس مال المؤسسة وتكوين شركة محررين صلبها." كذلك مسألة التوزيع العادل للإشهار العمومي وأن تتراجع السلطة على التعيينات المسقطة وأن يتم ذلك بالتشاور مع أهل المهنة وممثّلي القطاع من نقابة الصحفيين واتحاد الشغل والفصل بين الإدارة والتحرير باعتماد هيئات تحرير منتخبة واعتماد مدوّنة سلوك حقيقية تبقى لأجيال. إلى جانب جملة الحالات للصحفيين المستوجب معالجتها والتي بقيت عالقة بداخل المؤسسات الإعلامية مع رفض التشغيل الغير قانوني والهش للصحفي وإرجاع الصحفيين الذين وقع طردهم في ظروف غامضة دون إغفال ما يتعرّض له الصحفي اليوم من انتهاكات وأن يتم فتح تحقيق جدي في جملة التجاوزات التي يتعرّض لها". إضراب أمس هو مرحلة حاسمة في تاريخ الصحفيين في تونس وليس اضراب لمجرّد الإضراب بل بهدف حرية التعبير وإذا ما كان بعض المستمعين في جهة صفاقس قد حرموا من الأخبار ومن المعلومة ليوم واحد فإنّ ذلك بهدف ألاّ يحرموا منها لسنوات طويلة مثلما هو حق الصحفي في النفاذ للمعلومة.. وحتى لا تكون هذه المعلومة في يد شخص أو طرف أو سلطة معينة تحتكرها بقوة السلطة وبقوة القانون.
في اذاعة تطاوين :في يوم الاضراب العام للاعلام البث اقتصر على اذاعة بلاغات اعلامية كل ساعة على غرار زملائهم في مختلف المؤسسات الإعلامية نفذ صحفيو الإذاعة الجهوية بتطاوين أمس الأربعاء إضرابا عاما استجابة لدعوة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين, وقد اقتصر عمل الصحافيين المتواجدين بقسم الأخبار على إذاعة بلاغ على رأس كل ساعة هذا نصه: " نعتذر عن عدم تغطية الأحداث الجهوية والوطنية والدولية بسبب الإضراب العام في قطاع الإعلام الذي دعت إليه النقابة الوطنية للصحافيين التونسين, هذا الإضراب يمتد كامل نهار اليوم 17 أكتوبر الجاري تقرر تنفيذه بعد رفض الحكومة تلبية مطالب الصحفيين والعاملين في القطاع الواردة باللائحة المهنية الموجهة اليها بتاريخ 25 سبتمبر المنقضي, مستمعينا مستمعاتنا نعول على تفهمكم والسلام." ويبلغ عدد الصحافيين العاملين بإذاعة تطاوين17 صحفيا بقسم الأخبار يقدمون يوميا أربعة نشرات (السابعة صباحا ومنتصف النهار والسادسة مساء والعاشرة ليلا) إضافة إلى مواجيز إخبارية على رأس كل ساعة من السادسة صباحا إلى منتصف الليل, أما بقية البرامج فقد غلب عليها الطابع الغنائي وتم تقديم حصة إذاعية من منتصف النهار إلى الثانية ظهرا حول الإضراب تحدث خلالها عدد من رؤساء فروع النقابة بالجنوب وضيوف ومواطنون. وبهذه المناسبة ساند المنشطون صحافيي الدار في اضرابهم وأدى عدد من اعضاء الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين زيارة للاذاعة تضامنا مع الصحفيين المضربين وتلقى المضربون برقيات مساندة وتعاطف من عدد من مكونات المجتمع المدني وحركة الشعب. هذا وقد عبر عدد من المواطنين والمثقفين عن تقديرهم عاليا لنضالية صحافيي "دار الصباح" ودعمهم لحرية الاعلام واستقلاليته الفعلية راجين لهم كل النجاح وكسب التحديات وتحقيق المطالب المطروحة.
في اذاعة المنستير وقفة احتجاجية تنديدا بتدخل الادارة في الخط التحريري تماما مثل بقية وسائل الاعلام الوطنية والجهوية والخاصة فقد دخلت اذاعة المنستير صباح امس في اضراب عام، وباتصالنا بالنقابي والصحفي السيد محمد بشير الشكاكو اكد لنا ان جميع العاملين في هذه المؤسسة قد عملوا على انجاح الاضراب لكن الاشكال الوحيد تمثل في تعمد الادارة العامة سحب جينيريك الاخبار مما منع الصحفيين الذين حضروا امس منذ الصباح الباكر تقديم نشرة الاخبار للمستمعين واعلامهم بالاضراب. وقد ندد السيد شكاكو بهذا الاسلوب حيث اعتبره ضربا لتراتيب الاضراب واعتبره تدخلا في الخط التحريري ليقوم صحفيو إذاعة المنستير بوقفة احتجاجية تنديدا بهذا التصرّف.
في اذاعة قفصة مكونات المجتمع المدني تقوم بوقفة تضامنا مع الصحفيين في قفصة قام عدد من المواطنين والحقوقيين وممثلين من مختلف التيارات السياسية والأحزاب والمنظمات الوطنية بتنفيذ وقفة مساندة لصحافيي الجهة الذين لبوا نداء النقابة الوطنية للصحافيين الى الإضراب عن العمل حيث تم في الأثناء رفع جملة من الشعارات الداعية الى استقلالية الإعلام وطنيا وجهويا ورفع الوصاية عليه من قبل السلطة ومن ورائها بعض القوى السياسية التي تسعى الى تنفيذ أجنداتها الخاصة كما ندد المشاركون في هذه الوقفة بالتعيينات المسقطة على رأس بعض المؤسسات الإعلامية على غرار ما تتعرض اليه "دار الصباح". وفي سياق متصل نشير الى غياب نشرات الأنباء وبقية المواعيد الإخبارية طيلة ساعات البث على موجات إذاعة قفصة نتيجة الإضراب الذي نفذه صحافيو هذه المؤسسة الإعلامية كما تمّ في غضون ذلك انجاز ملف حول واقع القطاع الإعلامي في ظل الوضع الراهن والتحولات العديدة التي تشهدها البلاد وذلك بمشاركة عدة أطراف معنية بالشأن الإعلامي فضلا عن المصافحات المباشرة التي تمّت مع عديد الوجوه المعروفة في القطاع الإعلامي وممثلين من مختلف المؤسسات الإعلامية..
في اذاعة الكاف تعطلت كافة البرامج واقتصر البث عن ومضات لمتابعة أخبار الاضراب كما هو معلوم خاض قطاع الإعلام بجميع أشكاله الالكتروني والمرئي والمسموع إضراب عام يوم 17 أكتوبر الجاري بعد رفض الحكومة تلبية مطالب الصحفيين والعاملين في القطاع والواردة في اللائحة الصادرة يوم 25 سبتمبر الماضي وتعاملها مع برقية الإضراب الموجهة لها بالتجاهل التام وفي هذا الإطار انخرطت إذاعة الكاف الجهوية منذ انطلاق بثها من الساعة السادسة صباحا إلى حدود ختم الإرسال عند منتصف الليل في تنفيذ الإضراب وفق التراتيب حيث أن المساحات التنشيطية المعتادة لم يتم خلالها سوى تمرير الأغاني الوطنية واقتصرت مواجيز الأخبار عن الإعلان أن الصحفيين في إضراب عام وتم تقديم نشرة إخبارية على الساعة الواحدة مساءا بصوت وليد المنصوري لم تتضمن سوى الإعلان للعموم عن إضراب الصحفيين ودوافعه ليتم بعد ذلك الاقتصار على الأغاني الطربية مع تقديم بين الحين والآخر ومضات صوتية بشكل دوري حول الإضراب العام.