تونس (وات)- افاد رئيس قسم الاعصاب بمستشفى الرازي بمنوبة، رياض قويدر، ان تونس تعد اليوم اكثر من 30 الف مصابا بمرض /الزهايمر//، مؤكدا ان التوقعات تفيد بان هذا العدد قد يتجاوز 60 الف حالة مع حلول سنة 2020 . ويمس هذا المرض، الذي تحيي المجموعة الدولية يومه العالمي اليوم، الذاكرة //اولا وبالذات// ويصيب عادة الاشخاص الذين تفوق اعمارهم 60 سنة فما فوق. وقال الدكتور قويدر في تصريح خص به وكالة تونس افريقيا للانباء، يوم الجمعة، ان هذا المرض،الذي يصيب المخ ويتقوى بصفة تدريجية، يتسبب في حصول نقص في الوظائف العقلية وفي فقدان الذاكرة، الى درجة يصبح معها العمل الاجتماعي والوظيفي غير ممكن، اضافة الى عدم القدرة على التركيز او التواصل مع الاخرين. وبين ان هذا المرض الذي ينعكس سلبا على المريض وعلى عائلته باعتبار العبء المادي والمعنوي الذي يتسبب فيه، ليس له علاج، الا ان علاجات خاصة يمكن توفيرها وتتيح الحد من تطور هذا المرض. وعن اعراض هذا المرض، افاد الدكتور قويدر، انها تتمثل بالخصوص في النسيان والاكتئاب وعدم الادراك والاحساس بالمكان والزمان، موضحا ان اسباب هذا الداء متعددة الا ان سببه الفعلي لم يتم تحديده بعد. واشار في هذا الصدد الى العامل الوراثي، اضافة الى عدد من الامراض المزمنة والتي تساهم في اضعاف الذاكرة وتزيد من امكانية الاصابة بالمرض على غرار مرض السكري وضغط الدم. وقال رئيس قسم الاعصاب بمستشفى الرازي ان مركز التعهد بالمصابين بمرض /الزهاير/ وهو اول مركز من نوعه في افريقيا والعالم العربي كان ثمرة جهود لفاعلي الخير ولعدد من مكونات المجتمع المدني ووزارة الصحة، مبينا ان دور المركز لا يقتصر على الدور العلاجي فحسب، بل يتجاوز ذلك الى الوقاية والتوعية والتحسيس في اتجاه المريض وايضا في اتجاه عائلته. ويشتمل هذا المركز الذي احدث منذ سنة 2010 على مخبر للابحاث، واقسام للكشف المبكر عن مرض /الزهايمر/ وعلاج الامراض النفسية وعلاج النطق، الى جانب فضاء لتدريب المساعدين والمختصين في المجال. وكشف الدكتور رياض قويدر عن وجود مشروع لتوسعة هذا المركز نظرا للنجاح الذي حققته هذه التجربة والاكتظاظ الذي اضحى يشهده منذ تاسيسه، مشيرا الى ان عددا من مكونات المجتمع المدني ابدت استعدادها للمساهمة في نشر مراكز مماثلة بمختلف جهات البلاد. وعبر عن الامل في ان يتم ضم مرض /الزهايمر/ الى قائمة الامراض المزمنة، وان يصبح الايواء النهاري للمرضى خاضعا لمنظومة استرجاع المصاريف، اضافة مزيد تكوين المختصين في هذا المرض.