رغم ارتفاع الأجر اليومي لليد العاملة الذى وصل إلى حدود 30د للفرد الواحد إلا أن جميع القطاعات تفتقر لليد العاملة مما جعل الفلاحين والمقاولين وأصحاب المهن يطلقون صيحة فزع لان مشاريعهم تعطلت وربّما تأجلت إلى أجل غير مسمى. السيد حفيظ الهمامي فلاح أطلق نداء استغاثة نظرا إلى العزوف الكبير عن العمل الفلاحي حسب تعبيره ويضيف إن العمل متوفر في ضيعتي (زراعة سقوية) خاصة في فصل الصيف إلا أن الشباب لا يريد العمل في المجال الفلاحي باستثناء عدد قليل من النساء. لذلك التجأت إلى جلب 22 عاملا من الجريصة وتاجروين (من نساء ورجال) وأتكبد يوميا 60 دينارا مصاريف تنقلهم و ادفع أجورا يومية 20 دينارا لكل امرأة و30 لكل رجل.
كما أكد محدثنا على معاناة فلاحي منطقة «برج مورو» المنتجة للجزر نتيجة النقص الفادح في العمال رغم أن الآجر اليومي يصل إلى 30 دينارا.
أما السيد سليمان العيساوي فلاح من منطقة الزوارين فيقول : تعبت من اجل البحث عن عامل وعن راع لأغنامي رغم توفير السكن والإحاطة الاجتماعية. مما جعلني أعول على إفراد العائلة وعطل مصالحي وأجبرت على البقاء إلى جانب المواشي .
من جانبه أكد السيد حسن الخليفي عامل أن نقص اليد العاملة لا يقتصر على العمل الفلاحي بل شمل كذلك حضائر البناء, فرغم ارتفاع الأجور فان البنائين يعانون من نقص حاد في اليد العاملة وهو ما يجعلهم غير قادرين على الإيفاء بالتزاماتهم تجاه حرفائهم وإتمام أعمالهم في الوقت المتفق عليه.
وفي نفس السياق أكد السيد عبد الحفيظ الشابي وهو لحام صحي بأنه كثيرا ما يجد نفسه مجبرا على العمل بمفرده الأمر الذي تسبب له في بطء العمل مضيفا كلما اخترت عاملا لا يبقى معي أكثر من ثلاثة أيام. فبمجرد حصوله على آجرته لا يعود مجددا للعمل. فالآليات والحضائر هما اللذان شجعا الشباب على التراخي والكسب السهل.
وفي سياق متصل أوضح السيد عبد الحق التابعي (نجار) أنه متضرر من ظاهرة عدم توفر اليد العاملة فالشباب «يريد المهن النظيفة ويفضل الحلاقة مثلا على النجارة فقليلا ما استطيع الحصول على عامل للقيام بالأعمال البسيطة مقابل 18دينارا في اليوم لكن ذلك لا يحل المشكل حيث لا استطيع الإيفاء بطلبات الحرفاء واضطررت إلى غلق دكاني الثاني».