أسفرت أعمال عنف اندلعت صباح أمس الخميس أمام مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة بتطاوين بين عدد من المشاركين في مسيرة نظمتها الرابطة الشعبية لحماية الثورة وعدد من الموجودين بمقر الاتحاد عن وفاة شخص وإصابة تسعة آخرين بجروح نقلوا على اثرها إلى المستشفى. وذكر شهود عيان أن المسيرة انطلقت سلمية من أمام دار الشعب تحت شعار التطهير وعند بلوغها مقر الاتحاد الجهوي للفلاحين تم القاء عدد من القوارير الحارقة «مولوتوف» من داخل المقر على المشاركين في المسيرة مما نتج عنه رمي متبادل للحجارة والاشتباك بين الطرفين إضافة إلى حالة من الفوضى عمت المكان. أهم الأحزاب السياسية المشاركة في هذه المسيرة السلمية نذكر المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل والحزب الجمهوري وحركة الشعب وحركة النهضة والاتحاد الوحدوي وحزب الأمان وغيرها من الوجوه السياسية المستقلة إلى جانب عديد الجمعيات الحقوقية والتنموية والنسائية والإنسانية إضافة إلى الرابطات الشعبية لحماية الثورة بكل من تطاوين وغمراسن والبئر الأحمر والصمار والمجلس الجهوي لحماية الثورة بتطاوين .
انطلقت المسيرة مع حوالي الساعة العاشرة صباحا من أمام دار الشعب بتطاوين بعد مهرجان خطابي تداول على الكلمة فيه ممثلو أغلب الأحزاب والجمعيات المشاركة اتجهت اثره إلى قصر البلدية بتطاوين للمطالبة بإقالة الكاتب العام للبلدية لاتهامه في عدة ملفات فساد قبل الثورة حيث قدم المنظمون طلبا في ذلك إلى نائب رئيس البلدية رافعين شعارات منادية بتطهير المؤسسات العمومية للدولة .. وقد تم بالفعل خروج الكاتب العام من البلدية .
المحطة الثانية للمسيرة كانت بكل من المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية مطالبة بإقالة المندوب الجهوي ومقر المكتب الجهوي للاتحاد النسائي بتطاوين. ولم يغادر المتظاهرون مكانهم منادين بشعارات مناوئة للتجمع المنحل والجديد حتى خرج جميع من بالمقر.
قبل وصولها إلى مقر الاتحاد الجهوي للفلاحين بتطاوين مرت المسيرة بمعهد التربية والأسرة الحر مطالبة بمنع مديرها من مواصلة تسيير شؤون معهد الحرية الخاص التابع لمنظمة التربية والأسرة, وفي الطريق المؤدي إلى مقر اتحاد الفلاحين برز أشخاص بشرفة المقر مطالبين المسيرة مزيد التقدم للحديث وعند تقدم المشاركين الذين يفوق عددهم الثلاثة آلاف شخص رافعين شعارات من قبيل «ديقاج»... فوجئ المتواجدون بتبادل كثيف للحجارة والزجاجات الحارقة «المولوتوف» وسجلت حالات اصابات بين الرجال والنساء على حد السواء مما خلق ذعرا في جميع المشاركين في المسيرة وسقط الكثير بسبب التدافع وقد أصابت النيران عديد الدكاكين المنتشرة في هذا الشارع الضيق في قلب مدينة تطاوين.
وبعد التقاط الانفاس وإنقاذ بعض المصابين وحمل البعض الآخر إلى المستشفى لمعالجة الحروق انهال الشباب المتظاهر بالحجارة على المقر واستمر رمي القوارير الحارقة من شرفة اتحاد الفلاحين الصغيرة على المتظاهرين واندلاع النيران في الطريق العام حيث السيارات الرابضة والدكاكين المفتوحة .. إلى ان تمكن الشباب المشارك في المسيرة من اقتحام المقر بالكامل والالتحام مع الاشخاص الذين جيء بهم لحماية المقر.. ثم حاصروا جميع من بالمقر وقد حاول بعضهم الفرار من النافذة أو من السطح وقد هرب البعض بعد أن تعرضوا للضرب المبرح من المتظاهرين فيما رفض لطفي نقض رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري الخروج من المقر وبقي متخفيا باحد المكاتب حيث هوجم من طرف من اقتحموا المكتب.. إلى أن قدمت قوات الأمن والتدخل السريع التي لم تتمكن من منع المتظاهرين من الاعتداء عليه وهو في طريقه الى سيارات الشرطة مما تسبب له في جروح بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى الجهوي بتطاوين حيث لفظ انفاسه الأخيرة.
وأفاد مدير المستشفى الجهوي بتطاوين السيد هشام الدوكالي أن المصاب توفي بالمستشفى لحظات بعد وصوله بحضور حاكم التحقيق الذي أمر بنقل جثته إلى المستشفى الجامعي بقابس للتشريح... مضيفا لايمكن تحديد أسباب الوفاة الآن إلا بعد عملية التشريح الجنائي .