استمرت المعارك العنيفة بين قوات درع ليبيا التابعة للجيش الوطني والمجموعات المسلحة الموالية للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي في مدينة بني وليد. وباتت قوات الجيش على بعد 8 كيلومترات من الجهة الشرقية للمدينة التي شهدت قصفا عنيفا ومركزا على المواقع التي يتحصن بها عناصر النظام الليبي السابق..
مواجهات مستمرة
وأسفرت مواجهات امس الاول عن سقوط قتيلين من قوات الجيش مع عدد من الجرحى الذين تفاوتت إصاباتهم من متوسطة إلى بسيطة. وكانت قوات نظامية تابعة للجيش الليبي قد غادرت العاصمة طرابلس الخميس فى طريقها إلى مدينة بني وليد فى جنوبي البلاد، وذلك بعد يوم واحد من وقوع اشتباكات عنيفة بين كتائب درع ليبيا ومسلحين من المدينة، أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص. وقال رئيس أركان الجيش الليبي يوسف المنغوش إن المزيد من القوات الليبية فى طريقها إلى مدينة بني وليد لحفظ الأمن والنظام ولتطبيق قرارات المؤتمر الوطني الليبي.
وكان حسين عبيدة الحبوني رئيس لجنة المصالحة الوطنية الليبية قد قال في وقت سابق إن جهود المصالحة لحل النزاع في بني وليد تعثرت. واتهم الحبوني اطرافا داخل المؤتمر الوطني العام باعاقة جهد المصالحة وتبني الخيار العسكري. وكان من المقرر أن يزور وفد من المؤتمر الوطني الليبي بني وليد في محاولة لإنهاء أزمة القتال حولها، غير أن الوفد ألغى زيارته في اللحظات الأخيرة. في غضون ذلك، نفى القيادي الإسلامي الليبي أحمد سالم بوختالة ما اوردته وسائل اعلام أمريكية انه وراء الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي في 11 سبتمبر والذي قتل فيه أربعة امريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز.
تأكيد ليبي
قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف امس، إن بلاده لم تتحرر بالكامل بعد عام على مقتل معمر القذافي وسقوط نظامه.. وأشار المقريف في خطاب ألقاه امس الاول إلى أنه من بين أسباب التأخر في بناء مؤسسات الدولة «عدم استكمال عملية التحرير بشكل حاسم في جميع المناطق»، وخصوصا في مدينة بني وليد أحد آخر معاقل النظام السابق والتي تشهد معارك دامية منذ عدة أيام. وعرض المقريف حصيلة قاتمة للسنة الماضية مشيرا إلى «التراخي والتباطؤ في بناء القوات المسلحة الوطنية والأجهزة الأمنية، وكذلك عدم الإسراع في السيطرة على السلاح المنتشر في كل مكان، وأيضا عدم استيعاب الثوار في شتى مرافق الدولة والاهتمام الجاد بشؤونهم وشؤون الجرحى والمبتورين وذوي الاحتياجات الخاصة منهم».
وقال المقريف إن «التراخي في بعض الملفات الهامة مثل إصلاح وإعادة النظام القضائي والمصالحة الوطنية الشاملة والعادلة ورد المظالم والحقوق وفي إطلاق عدد من المشروعات العاجلة للإنعاش الاقتصادى والاجتماعي خاصة في المناطق المهمشة بهدف توفير فرص عمل وتدريب وتعليم أمام الشباب، خلق حالة من التذمر والاحتقان بين مختلف شرائح المجتمع وأدى إلى انتشار الفوضى والاضطراب والفساد والضعف في أداء مختلف الأجهزة والواجهات الحكومية والرسمية».
كما نفى، المقريف، أن تكون القوات الحكومية بصدد اجراء عمليات تطهير عرقي في بلدة «بني وليد»، المعقل الاخير الذي بقي وفيا للرئيس الراحل معمر القذافي.. واعترف عبر التلفزيون الوطني ان المدينة تشهد اشتباكات حادة بين القوات الحكومية والجماعات الموالية للقذافي، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا. وأضاف المقريف ان الحالة السائدة في ليبيا معقدة جدا ولاسيما ان الدولة لم تستطع الى الان ان تستعيد جيشها الوطني وان تفرض السيطرة على الوضع العام في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي. بالاضافة الى ان البلاد بحاجة الى اصلاحات فورية.