أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي عن استعدادها لدخول وحدات نظامية من الجيش الليبي إلى مدينة بني وليد والتمركز فيها واستلام المطلوبين للعدالة، وذلك بعد حصار للمدينة واشتباكات أسفرت أمس عن قتلى وجرحى. وأفادت رئاسة الأركان بأن هذا الإعلان يأتي بناء على تفاهم توصل إليه وجهاء مع مدينة بني وليد يقضي بالتزام المجلس الاجتماعي للمدينة بتنفيذ قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) ذي الصلة، واستعدادهم لتسليم المطلوبين.
ويأتي ذلك بعد حصار فرضته قوات درع ليبيا التابعة لوزارة الدفاع الليبية على المدينة، واشتباكات أسفرت أمس عن مقتل 11 شخصا. وكانت مصادر صحفية قد ذكرت في وقت سابق نقلا عن مصادر طبية من داخل مدينة بني وليد أن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 17 آخرون في قصف نفذته قوات درع ليبيا التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي.
وقال عبد الله المنصوري مساعد مدير مستشفى بني وليد إن المستشفى استقبل سبعة قتلى بينهم طفلة في الرابعة عشرة, و75 جريحا سقطوا في قصف على المدينة.
وتحدث الناطق باسم مقاتلي بني وليد العقيد سالم الواعر عن قصف استهدف المدينة من الجنوب والجنوب الشرقي والشرق, كما تحدث عن ضبط شاحنة تحمل كمامات واقية من الغاز.
من جهته قال متحدث باسم قوة درع ليبيا ومصادر طبية في مصراتة إن أربعة من عناصر القوة (ثلاثة من مصراتة والرابع من الزنتان) قتلوا وأصيب 19 في هجمات مضادة شنها مقاتلو بني وليد. وقال أحد سكان بني وليد إن الاشتباكات التي بدأت صباح أمس الاول توقفت بحلول المساء..
يشار إلى أن تلك القوة تحاصر المدينة (140 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس) منذ أسابيع تنفيذا لأمر من المؤتمر الوطني العام لوزارتي الدفاع والداخلية باعتقال المسؤولين عن وفاة ثائر عثر العام الماضي على العقيد الراحل معمر القذافي مختبئا في مصرف صحي قرب مدينة سرت.
وكانت مجموعة مجهولة خطفت عمران شعبان (22 عاما) من مصراتة في جويلية الماضي وأطلقت سراحه بعد شهرين حيث تعرض للتعذيب وإطلاق النار، ونقل إلى فرنسا لتلقي العلاج ولكنه توفي متأثرا بجراحه.
وشهدت مدينة «بني وليد»، التي تبعد عن العاصمة طرابلس 180 كم جنوبًا، اشتباكات عنيفة اول امس عقب قيام قوات الحكومة الليبية بتنفيذ قرار «المؤتمر الوطني الليبي العام» ودخول المدينة وإلقاء القبض على المطلوبين بها إلا أن الموقف تطور مع تراجع قوات درع ليبيا، «لواء الغربية»، التابع لرئاسة الأركان الليبية، من داخل المدينة خلال الساعات الماضية.. وقالت مصادر عسكرية إن «الأوضاع صعبة للغاية في المنطقة، بسبب وقوع اشتباكات بين قوات الحكومة وعناصر مسلحة خارجة على القانون على مشارف المدينة، وقد تراجعت قوات الحكومة، بسبب الخوف على سكان المدينة».
وكانت اشتباكات عنيفة قد وقعت بين قوات الحكومة الليبية المتمركزة هناك مع مجموعات مسلحة مكونة من عشرات الأشخاص، عقب رصد رتل عسكري مكون من 20 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر المتنوعة مكونة من مختلف العيارات..
وقد انطلق من داخل مدينة «مزدة» الليبية باتجاه «بني وليد» لدعم المجموعات المسلحة بها، وقامت القوات الحكومية بمحاصرة تلك القوات ووقعت أثناء ذلك اشتباكات استخدمت فيها راجمات الصواريخ الحرارية، واتخذ المسلحون طريقين للهروب باتجاه «بني وليد» ومدينة «مزدة»، مشيرًا إلى أن القوات الحكومية تقوم بتمشيط المنطقة في طريق مزدة والشقيقة.
وكانت القوات الحكومية قد أعلنت قيامها بعملية تحرير مدينة «بني وليد»، في وقت سابق من يوم امس، وطلبت رئاسة الأركان من قواتها التي تحاصر المدينة بحسم الأمر لتطبيق القرار رقم «7» للمؤتمر الوطني لتمكين اللجنة الأمنية العليا، من تنفيذ مهامها بضبط الأمن وإلقاء القبض على المطلوبين للعدالة وفقًا لقرار البرلمان الليبي، وتم نقل جريحين إلى مدينة «مصراتة»، بينما أعلنت «بني وليد» مقتل أحد سكان المدينة، بسبب قصف المدينة من الخارج.
وفي سياق متصل، أكدت السلطات الليبية أن الحكومة الألمانية ستقوم بدعم وتأمين مخازن الذخيرة الليبية، والتي تناثرت بداخل مدينة «مصراتة». وأضافت السلطات أن «ألمانيا ستقوم بدعم إزالة وتأمين مخازن الذخيرة التي تم تدميرها في المدينة الليبية، وستقوم منظمة المعاقين الدولية بتطهير مخبأ سابق لتخزين الأسلحة والذخيرة من بقايا الذخائر وتأمينها، من خلال المشروع الذي تموله وزارة الخارجية الألمانية ب660 ألف يورو، والذي يهدف إلى استخدام فرقتين للإزالة عالية الكفاءة على مدى فترة عمل تمتد إلى شهور عديدة، وإعادة مخزن الذخيرة إلى حالة فنية سليمة.».
جدير بالذكر أن مخازن ليبية عديدة للأسلحة تم تدميرها خلال حرب التحرير والمعارك التي وقعت ب«مصراتة» بين كتائب النظام السابق والثوار الليبيين، ووجود كميات كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة المتناثرة من أعيرة نارية «صواريخ وألغام» داخل وحول تلك المخازن، بالإضافة إلى الأخطار الناجمة عن عمليات النهب والتلاعب بالذخيرة.