غادرت قوات نظامية تابعة للجيش الليبي العاصمة طرابلس فى طريقها إلى مدينة بني وليد فى جنوبي البلاد استعدادا لمهاجمتها، وذلك بعد يوم واحد من وقوع إشتباكات عنيفة بين كتائب درع ليبيا ومسلحين من المدينة، أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص. وقال رئيس أركان الجيش الليبي يوسف المنغوش إن المزيد من القوات الليبية فى طريقها إلى مدينة بني وليد لحفظ الأمن والنظام ولتطبيق قرارات المؤتمر الوطني الليبي. المصالحة تتعثر
وكان حسين عبيدة الحبوني رئيس لجنة المصالحة الوطنية الليبية قد قال في وقت سابق إن جهود المصالحة لحل النزاع في بني وليد تعثرت. وفي تصريحات صحفية اتهم الحبوني اطرافا داخل المؤتمر الوطني العام باعاقة جهد المصالحة وتبني الخيار العسكري. وكان من المقرر أن يزور وفد من المؤتمر الوطني الليبي بني وليد في محاولة لإنهاء أزمة القتال حولها، غير أن الوفد ألغى زيارته في اللحظات الأخيرة.
من جهته ، قال سالم الاحمر عضو المؤتمر الوطني العام انه سيرفع «ملف بني وليد» الى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في ما سماه «جرائم إبادة جماعية تعرض لها سكان بني وليد». ويتهم المؤتمر الوطني العام مجموعات مسلحة في بني وليد بتقويض استقرار البلاد وعدم الاعتراف بالسلطة المركزية والقيام بعمليات خطف وتعذيب للمواطنين.. ويعتصم عدد من اعضاء لجنة المصالحة امام مقر المؤتمر الوطني العام لمطالبته ب «تحمل مسؤوليته» والعمل سريعا على ادخال الجيش الى مدينة بني وليد لوقف المعارك العنيفة حولها. وفي تطور متصل افادت مصادر اخبارية بأن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح آخرون جراء قصف شنه مسلحون على بلدة بني وليد..
واشارت تقارير إلى أن القصف نُفذ من جانب متمردين سابقين باتوا على صلة بالجيش الليبي.. وكان المؤتمر الوطني العام في ليبيا قد أجاز استخدام القوة لتعقب قتلة عمر شعبان، وهو شاب ساعد في اعتقال العقيد معمر القذافي العام الماضي. ويعتقد أن منفذي جريمة قتل هذا الشاب يختبئون في بني وليد، التي ظلت معقلا لأنصار القذافي طيلة فترة الانتفاضة التي أطاحت في نهاية المطاف بحكمه.. وقال موفد بي بي سي في طرابلس ان «حدة الاشتباكات اشتدت مساء الاربعاء الماضي في محيط بني وليد بعد أسابيع من القتال المتقطّع أوقع عددا من القتلى والجرحى الذي أدّى إلى فرض حصار على المدينة». وقال مصدر حقوقي ليبي طلب عدم ذكر اسمه أن «قوات درع ليبيا التي تتشكل في غالبيتها من مقاتلي مدينة مصراتة هي من يتولى حصار المدينة».
«دخول سلمي»
في الوقت نفسه تحاول السلطات الليبية التفاوض على تسوية مع زعماء قبائل وعسكريين في بني وليد للسيطرة سلميا على هذه المدينة المتهمة بايواء انصار النظام السابق، وذلك غداة هجوم شنه ثوار سابقون واوقع 11 قتيلا على الاقل.. وكانت مجموعة من الثوار السابقين تحت راية الجيش الليبي، وبعضهم يتحدرون من مصراته، المدينة المجاورة والمنافسة التاريخية لبني وليد، شنت هجوما على المدينة اوقع 11 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى كما قالت مصادر محلية. وتزامن هذا الهجوم مع الذكرى السنوية الاولى لاعلان ما سمي ب«تحرير» بني وليد.
وقال المسؤول العسكري للمدينة ان محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية في البلاد، سيتوجه الى بني وليد «لتطبيق القرار رقم 7 للمؤتمر الوطني.». وتؤكد كتيبة درع ليبيا التابعة لوزارة الدفاع ومقاتلو مصراته، انهم تلقوا تعليمات للتقدم نحو بني وليد، في حين نفى رئيس هيئة الاركان العقيد علي الشيخي ان يكون الجيش اصدر امرا بهذا الصدد. ويرفض وجهاء بني وليد دخول «ميليشيات خارجة عن القانون» ويشككون في حياد «الجيش الوطني»، معتبرين انه لم يتشكل بعد.