خطابها الأخير في بطحاء باب سويقة ومقارنتها من وصفتهم «بمن فاتتهم الثورة» بمن يساوي الوقوف بعرفة بالوقوف بجبل الشعانبي، آثار الاستهجان لطابعه الشعبوي الذي لا يتناسب مع مثقفة مرموقة تحظى باحترام واسع لدى النخب الغربية بالخصوص. العبيدي تأثرت صورتها كثيرا بعد الكشف عن راتبها المرتفع و المرتبط بمستوى عيشها في فرنسا، وإقامتها المتواصلة في المهجر وليس تفرغها للعمل في تونس. وهي سمة عامة لأغلب نواب التأسيسي، الذين تطالهم الانتقادات من كل حدب وصوب. تصريحاتها الأخيرة تكشف عن نية واضحة في تلميع صورتها والترفيع في أسهمها مرة أخرى. ولكن يبدو أنها أخطأت بتأثرها بالمناخ العام في البلاد، فاقتربت من الخطاب التهييجي. محرزية العبيدي التي أطلت على التونسيين بملامحها الوديعة وخطابها الهادئ، مطالبة بالحفاظ على صورتها، وان لا تعالج خطإ الراتب «المنتفخ» بخطاب «أجوف وهزيل»، لا يسمن ولا يغني من جوع لا في الداخل ولا في الخارج..