شارف فصل الخريف على الانقضاء رغم انه كان شحيحا هذه السنة من حيث كميات الامطار التي شهدتها مناطق البلاد الا ان بعض المتساكنين يعتبرونها تمثل «نقمة» ومصدر خوف يأتي كل ذلك بسبب ضعف وتهرم البنية التحتية. وقد زاد الوضع خطورة البناء الفوضوي الذي اكتسح البلاد من شمالها الى جنوبها مما تسبب في فيضانات بالعديد من المناطق وكانت درجة خطورتها متفاوتة من ولاية الى اخرى . وقد كانت ولاية بنزرت واحدة من المناطق المتضررة وخاصة معتمدية «أوتيك» التي أتت فيها الفيضانات على الاخضر واليابس وتسببت في خسائر مادية هامة وذلك نتيجة ارتفاع منسوب مياه وادي مجردة على مستوى منطقة الزوية وغمرت المياه العديد من الاحياء السكنية نذكر منها حي المنار وأوتيك المدينة وباش حامبة والزوية والمبطوح . وقد تجندت حينها كل القوى الاجتماعية والسياسية والمدنية لتجاوز تلك الايام العصيبة كما تقرر حينها اخذ العديد من الاحتياطات والاجراءات العاجلة والآجلة حتى لا يتكرر السيناريو المرعب للفيضانات . وقد واكبت «الشروق» حينها كافة مراحل تلك المأساة ونبهت الى الاسباب التي أدت اليها واقترحت الحلول . وقد حاولنا من جهتنا وبعد مرور حوالي السنة عن تلك الحادثة الاطلاع على اهم الاستعدادات لموسم الامطار واهم القرارات والاجراءات للتوقي من الفيضانات.فقد سعت السلط المسؤولة الى جهر العديد من الاودية الصغيرة والكبيرة رغم ان «وادي الليل» المحاذي لمنطقة حي المنار لايزال يتطلب تدخلا اكبر واوسع لان هذا الحي شهد اضرارا فادحة من جراء السيول المتدفقة والتي غمرت العيد من المنازل جراء انعدام البنية التحتية القادرة على تحمل وصرف كميات الامطار النازلة والسيول المتدفقة فلا طرقات وانهج مبلطة ولا قنوات للصرف الصحي وصرف مياه الامطار ولم تتخذ في شانه أية حلول سوى التقدم بطلب قصد ادراج هذا الحي ضمن برامج الوكالة العقارية لتهذيب الاحياء . وهو مشروع لا يزال حبرا على ورق ولم تتخذ في شانه قرارات حاسمة وفعلية ورسمية . كما ان الانكسارات الموجودة على هضبات وادي مجردة وعلى مستوى منطقة الزوية لم يقع اصلاحها الى الان رغم علمنا ان الاجراءات الادارية قد تمت في انتظار التنفيذ لترميمها حتى لا تتسرب منه المياه عند ارتفاع منسوب وادي مجردة مرة اخرى . ومن جهة أخرى فقد انطلقت اشغال توسعة الطريق الوطنية عدد 8 على مستوى منطقة أوتيك المدينة وسيتم الترفيع في سمكه حتى لا تغمره المياه مجددا كما حصل سابقا خلال الفيضانات الاخيرة. هذه اهم الاجراءات الواضحة للعين ا لمجردة والتي انطلقت فعليا اما الاجراءات الادارية والتي لا تزال في عالم الغيب وفي رفوف الادارة لم نتلق لها جواب كما نأمل ان يكون الموسم الفلاحي لهذه السنة مميزا ووافرا وبدون خسائر ولا تعويضات.