بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي نظمت مصلحة حفظ الصحة بالقيروان وجمعية أم البنين، حملة توعوية وتحسيسية في صفوف تلاميذ المدرسة للتذكير بأهمية غسل الأيدي ونظافتها وجعلها سلوكا يوميّا للأطفال عندما يكبرون خاصة في ظل الانفلات البيئي الذي أصبح السمة الأبرز في مختلف ولايات الجمهورية. التظاهرة احتضنتها مدرسة خاصة فتحت أبوابها خلال يوم العطلة بمناسبة الاحتفاء بعيد الجلاء وتكبدت عناء جلب الأطفال وحضر أولياؤهم ونال الأطفال نصيبهم من الحلوى والهدايا والعصائر وعاشوا لحظات «نظيفة» في أجواء المرح. الدكتور طارق البرهومي رئيس المصلحة تحدث ل«الشروق» عن أهمية تعويد الأطفال على غسل الأيدي والمحافظة على هذا السّلوك اليومي. وقد تم توضيح المسألة من خلال جعل الأطفال يكتشفون ما يعلق بأيديهم من جراثيم وذلك بواسطة مجهر مخبري. غسل أطفال المدارس «الخاصة» أيديهم واستحقوا الهدايا والعناية التي تحصّلوا عليها. وسيعودون إلى أوليائهم وسيمرّرون اليهم ما تعلموه من «جلاء للجراثيم» وسيعلم الصغار الكبار غسل الأيدي. وربما يحتاج الكبار الى مواد تنظيف أشدّ فتكا بالجراثيم من الصابون لان ما علق بأيديهم خلال سنوات حكم الديكتاتور بن علي يصعب ان يزيله الصابون. في مختلف المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد المنتشرة بولاية القيروان لا يجد التلاميذ الصابون في المركبات الصحية ليغسلوا أيديهم. بل لا يجدون الماء. فضاءات مهترئة وغير لائقة بالتلاميذ ولا يصلح فيها فعل النظافة ولا «جلاء» الجراثيم لأنها هي مصدر الأمراض. وقد شهدت بعض المؤسسات التربوية تفشي أمراض جلدية معدية بسبب غياب النظافة وهذا خصوصا في المؤسّسات التي تتوفر بها مبيتات. ويبدو أن النظافة هناك هي آخر اهتمامات المشرفين على القطاع. مؤسّسات كثيرة لا يتوفر بها ماء الشرب والمراحيض فيها لا تليق بالحيوان. لم تتم صيانتها خلال العودة المدرسية. عدم تنفيذ اليوم التحسيسي لغسل الأيدي في مدرسة عمومية يؤكد افتقارها الى ثقافة غسل الأيدي وإلى غياب ثقافة حفظ الصحة وحماية المحيط رغم أنها، أي المدرسة هي الفضاء الذي يتعلم فيها الأطفال بديهيات النظافة عبر الأناشيد. دورات المياه في المؤسّسات العمومية غير صحية حسب شهادة الدكتور طارق البراق رئيس مصلحة حفظ الصحة وقد راسلت المصلحة مندوبية التربية من أجل إصلاحها لكن لم تتدخل. لا تتوفر أية مقاييس وطنية رغم أنّ المقاييس العالمية تشير إلى تخصيص حنفية ودورة مياه واحدة لكل 50 تلميذا. ومن المستحيل تطبيق هذه المقاييس في ظل الواقع الموجود. لكن وجب على الأقل تحسين الظروف وتحسين مستوى النظافة. ووجب توفير الماء وتوفير الصّابون للتلاميذ وتعويدهم على سلوك النظافة لتكون أيديهم «نظيفة» عندما يكبرون.