هل يقوم طفلك بوضع اصبعه في أنفه؟ هل يلتقط الطعام من على الارض ليتناوله؟ هل ينسى تنظيف نفسه بعد الانتهاء من دورة المياه؟ لا شك في أن أجوبة معظم الأمهات ستكون بالايجاب المصحوب باليأس، فهذه الامور تعد من الأفعال التي يقوم بها أي طفل طبيعي في سن ما قبل المدرسة. ليس هذا فحسب بل هناك الكثير من العادات والتصرفات السيئة الاخرى التي يقوم بها الاطفال في هذا السن، وهنا ذكر لاهمها واكثرها شيوعا، وكذلك الكيفية التي يمكن للآباء والامهات اتباعها لتخليص الطفل منها. العبث بالأنف لا تكمن المشكلة فقط في وضع الطفل اصبعه في أنفه، لكن الاسوأ من ذلك ان يضع يده التي استخدمها للعبث بأنفه في فمه، الامر الذي يعرضه للاصابة بالمرض لأن المادة المخاطية التي وضعها في فمه ليست سوى حاجز يقي الانف من الجراثيم المسببة للمرض. لكن كيف يمكن للوالدين مساعدة الطفل على التخلص من هذه العادة الكريهة؟ الحل قد يكون مقتصرا في كلمة واحدة هي: (التوجيه) المتواصل. وعلى هذا علق الدكتور ميشال نيسيمبوم (وهو عالم نفس في مركز اعاقات النمو التابع لجامعة كنساس الطبية) بقوله: «ويمكننا ايضا الهاء الطفل باعطائه كتابا مصورا، أو لعبة يفضلها وذلك من اجل ان تنشغل يداه بشيء اخر غير العبث بالأنف». فضلا عن ذلك، فإن من المهم جدا ان نشرح للطفل ان العبث بالانف من شأنه ان ينشر الجراثيم في الجو. ومن الطرق الفعالة الاخرى تقديم المحارم للطفل كلما هم بالعبث بأنفه. التنظيف غير المتقن لا شك في أن الطفل، الذي يقل عمره عن الاربع سنوات، غير قادر على تنظيف نفسه جيدا بعد الانتهاء من قضاء حاجته مما قد يؤدي الى اصابة المناطق الحساسة خاصة لدى البنات بالالتهاب. ومن هذا المنطلق، لابد من التأكد من نظافة الطفل، وانجازه المهمة على نحو صحيح وصحي. ومما يجدر ذكره ان التوجيه لا يقتصر على الاطفال الصغار وحتى الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين الخامسة والسادسة، قد يكونون في حاجة كذلك الى التوجيه المستمر. شرب ماء الحمام من أكثر العادات التي يمارسها الاطفال شرب ماء الاستحمام المشبع برغوة صابون الاستحمام، فهذا من شأنه أن يصيب الطفل بالاسهال. ويمارس الطفل هذه العادة بسبب شعوره بالملل، لذلك يمكننا ان نقدم له ألعاب الاستحمام لنلهيه عن هذه العادة الضارة. أما اذا كان الطفل يعمد الى شرب مياه الحمام بسبب العطش، فمعنى ذلك ان على الاهل متابعة وسؤاله عما اذا كان يرغب بشرب الماء النظيف والصالح للشرب. العطس دون تغطية الأنف من المهم جدا تعليم الطفل اهمية تغطية أنفه بالمحارم اثناء العطس، او السعال. كما يجب شرح اضرار هذه العادة، والتوضيح بأنها طريقة لنشر الجراثيم المسببة للامراض في الجو. ومن اجل تحقيق ذلك، يجب أن يكون الوالدان المثل الاعلى للطفل. فإذا ما كان الوالدان يغطيان الانف اثناء العطس او السعال، فان الطفل لا شك سيلاحظ ذلك ويحاول تقليده. ولا بأس بتذكير الطفل كلما عطس بضرورة تغطية أنفه واستخدام المحارم وغسيل اليدين بعد ذلك. نزع قشرة الجرح ربما ينزعج الطفل من منظر قشرة الجراح فيحاول نزعها، وفي مثل هذه الحال قد تؤدي الاصابع المتسخة الى نقل البكتيريا المسببة للالتهاب الى منطقة الجرح. ولمنع الطفل من القيام بذلك، ينصح بوضع مرهم طبي مضاد للالتهاب على المنطقة المجروحة، ومن ثم لفه برباط طبي لابعاد اليدين الصغيرتين عنه. وإذا ما لاحظت الام محاولة الطفل نزع الرباط، فما عليها سوى إلهائه بلعبة ما، ويفضل ان تكون من الألعاب التي تتطلب استخدام الايدي. عدم غسل اليدين من المعلوم ان الاطفال ينسون عادة غسل اياديهم، ولكن الاستمرار في عملية النسيان تلك قد تؤدي الى عواقب جسيمة، مثل الاصابة بعدد من الأمراض الناتجة عن الجراثيم المتمركزة في اليدين مثل: الدورة الدبوسية التي تصيب المعي المستقيم، والبكتيريا البرازية، والفيروس لالتهاب الكبد. ومن اجل تجنيب اطفالنا مثل تلك الامراض والمضاعفات التي تحمد عقباها، ينبغي تعويدهم وتذكيرهم دائما بغسل أياديهم قبل وبعد تناول الطعام، وبعد الانتهاء من اللعب في الخارج، وعند الانتهاء من الحمام. قضم الأظافر قد يؤدي ذلك الى حدوث نزف في بعض الاحيان، وبالتالي الاصابة بالتهاب. كما ان قضم الاظافر المتسخة والقذرة يساعد على نقل الجراثيم الى الجسم. ويذكر ان معظم الاطفال يلجؤون الى هذه العادة عندما يشعرون بالملل، وعلى سبيل المثال، أثناء جلوسهم في السيارة وخلال الرحلات الطويلة. وعلى هذا الاساس، يجب ان يحرص الوالدان على الهاء الطفل بموسيقى يحبها، أو كتاب مصور، أو ألعاب معينة. التقاط الاغذية من على الارض وهذا بدوره يؤدي الى اصابة الطفل بأمراض قد تكون خطيرة، والسبب في ذلك يعود الى كون تلك الاغذية الملوثة الملقاة على الارض هي من المناطق والبيئات المفضلة للبكتيريا والجراثيم. وقد أشارت دراسة اجريت حديثا الى أن الطعام يتلوث بمجرد ملامسته لسطح الارض. وما عليك فعله هو نهي الطفل عن ذلك كلما أراد التقاط الطعام الفاسد من على الارض، وتناوله. وينصح كذلك بتنظيف ارضيات المنزل دائما ومسحها جيدا، وتجفيفها تماما حيث ذكر ان البيئات الرطبة والمبللة تعد من البيئات المثالية لنمو البكتيريا والجراثيم.