عقد مؤخرا حزب حركة النهضة اجتماعا عاما بمقر دار الثقافة بمعتمدية مكثر من ولاية سليانة بحضور نائب رئيس الحركة وممثلين من الحكومة لكن الاجتماع تحول الى تبادل للعنف بين مناصرين للحركة ومجموعة من الحضور.. وكانت حركة النهضة قد نظمت اجتماعا عاما بالمعتمدية المذكورة وذلك يوم الاحد الفارط بحضور السيد عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس الحركة وممثلين من الحكومة وهما مدير ديوان التجهيز ومدير الاتصالات و السيد عادل بن عطية عضو بالمجلس التأسيسي الممثل عن حركة النهضة بسليانة وذلك احتفالا بذكرى 23 أكتوبر. لكن الاحتفال تحول الى مشادات كلامية وتجاذبات مما جعل الفوضى سيدة الموقف بعد ان تدخل احد الحضور وذكر انه لا توجد تراخيص لإقامة الاجتماع مما جعل انصار حركة النهضة يدخلون في عراك مع مجموعة من الحضور وكانت النتيجة ان تم تعنيف الشابين اسماعيل العلوي وشوقي بن حمودة اللذين تحولا الى المستشفى للمداواة وقدما شكوى في شأن المعتمدين الذين يحسبون على انصار حركة النهضة.
وتباينت الآراء حول ما حدث, فقد رأى البعض ان حركة النهضة قد فرضت بالقوة اقامة الاجتماع دون اللجوء الى الشكل القانوني في حين اكد البعض من المنتمين الى الحركة ان الوضع كان عاديا ولم يستلزم هذا التصعيد الذي كان وراءه أجندات تريد تعطيل المصلحة العامة.. وللاستفسار عن الحقيقة اتصلت «الشروق «ببعض المعنيين بالأمر اذ أكد السيد كريم المرابطي مدير دار الثقافة بمكثر ان الاجتماع غير مرخص فيه ولم ترد اية وثيقة رسمية من طرف الجهات المعنية باستثناء بعض المكالمات الهاتفية من قبل المندوب الجهوي للثقافة ووالي الجهة الذي امره بالقيام بهذا الاجتماع. وقد اعلمه السيد كريم المرابطي بالإجراءات القانونية وحصوله على ترخيص في الغرض الا انه اصر على عقد الاجتماع وتحمله المسؤولية الكاملة حول تأمين الاجتماع بالفضاء.
وبين مدير دار الثقافة ان عدد الاعوان لم يتجاوز ثلاثة لتسود الفوضى في حدود منتصف النهار بين انصار الحركة وبعض المتدخلين ويوضح السيد كريم المرابطي انه حاول تهدئة الوضع ودعا الى محاولة الابتعاد عن العنف الا انه تعرض الى العنف وقد رفع شكوى في الغرض لتتبع الجناة قانونيا.
السيد عادل بن عطية عضو بالمجلس التأسيسي الممثل عن حركة النهضة افاد ان الوضع كان عاديا وان الامور كانت تسير على ما يرام ولإدخال البلبلة وافساد الاحتفال بالذكرى 23 اكتوبر فقد تدخل بعض الحضور المحسوبين على التيار اليساري وطالبوا بالترخيص القانوني لإقامة الاجتماع فأجابه الكاتب العام للحركة عن معتمدية مكثر السيد بلقاسم الدراجي بأن التراخيص لا تشمل دور الثقافة وان الوضع عادي كما ان عقد الاجتماع يدخل ضمن خانة النهوض بالجهة والاستماع الى مشاغل المواطنين ولعل ابرز دليل هو حضور مدير ديوان التجهيز باعتبار ان المنطقة في حاجة الى بنية تحتية حتى تكون قاطرة للتنمية ورغم ذلك فإن بعض الحضور لم يقتنع بحديثه وامام حالة الاحتقان خاصة من طرف انصار النهضة حدثت بعض المشاكل ليتم التدخل وفض النزاع القائم...ولخص السيد عادل بن عطية حديثه بأن وراء احداث البلبلة اجندات سياسية لا تريد المصلحة للجهة وان هدفها الحقيقي تعطيل المصلحة العامة لا غير.
اتصلنا ببعض الذين تواجدوا في الاجتماع... ليذكر لنا احد الحقوقيين ان انصار النهضة يحملون احقادا دفينة في نفوسهم بعد تراجع شعبية هذا الحزب واوضح ان اخطر ما في الامر ان البعض هدده بالذبح... ليفند احد انصار الحركة مثل هذه الاقاويل ويضيف ان شعبية الحركة في تزايد وان الاحتفال بذكرى 23 اكتوبر حاول افسادها بعض المأجورين. ومن جانب آخر وضمن سياق ما حدث في مدينة مكثر اول امس فقد ادانت عديد الجمعيات والمنظمات ما اقدم عليه انصار حركة النهضة واصدروا بيانات (و«الشروق» تملك منها نسخا) تدين مثل هذه الممارسات..