حاول صباح امس ثلاثة ممن أوقفوا عن العمل الانتحار الجماعي بقاعة انتظار مكتب والي سليانة وتحميل سلطة الإشراف مسؤولية وفاتهم. المحتجون الثلاثة يملكون بطاقة حامل لإعاقة ويعيشون حالة اجتماعية شديدة الصعوبة. فالسيد حمدي القرمازي أب لثلاثة أبناء يعاني الأمرين يوميا ليوفر لهم لقمة العيش, حاول الانتحار سنة 1996 بحرق نفسه احتجاجا على القمع والظلم اللذين عاناهما سنوات الجمر, وآثار الحروق لازالت بارزة في مواضع عديدة من جسده أضاف إليها عديد الجروح البليغة في كامل مواضع جسمه. جروح بررها بقوله «ما دمت غير قادر على توفير لقمة العيش لأبنائي فما هو سبب وجودي؟!» حمدي لم يستطع تحمل نظرات اليأس والحرمان في أعين أبنائه , عجز عن توفير طلباتهم اليومية واستحال عليه توفير خروف العيد, الحاجة الملحة في نظر كافة أطفالنا. كان حمدي يتقاضى ما يقارب ال200 دينار شهريا من عمله كعامل حظيرة في مركز تعليم الكبار بالإضافة إلى مائة أخرى كمنحة اجتماعية تسند الى حاملي بطاقات العلاج المجانية. تم إيقافه عن العمل صحبة 40 عاملا أخر نهاية الشهر الماضي بعد صدور منشور وزارة التنمية الذي يقضي بإيقاف هذا الصنف من العملة لتسوية وضعيتهم, ووجد حمدي وزملاؤه أنفسهم بدخل لا يتعدى المائة دينار بالإضافة إلى أنهم لم يتقاضوا مرتباتهم في أخر أشهر عملهم إلى اليوم. تردد المحتجون على جميع مراكز اتخاذ القرار بالجهة دون أن يظفروا بأجوبة شافية حول اعادة ادماجهم في وظائف أخرى او الوضعيات التي تلقوا وعودا بتسويتها ولا حتى حول شهر العمل الذي لم يحصلوا على رواتبهم فيه. وتمكن رئيس فرقة الشرطة العدلية ورئيس مركز المدينة من إقناع كل من شكري الزهاني وفيصل الزكراوي من العدول عن محاولة الانتحار وتعهد بتقديم الحلول خلال يوم واحد من الحادثة الشيء الذي طمأن المحتجين وجعل حمدي يذهب للتداوي.