تعاني الطالبات المقيمات بعدد من المبيتات الجامعية الخاصة بالمهدية من تجاوزات وخروقات قانونية من قبل بعض المشرفين والعاملين بهذه المبيتات، ومن تردي الخدمات المقدمة وهو ما دفعهن للاتصال بمكتب «الشروق» بالمهدية ليروين تفاصيل معاناتهن المريرة. عدد من الطالبات المقيمات ببعض المبيتات الجامعية الخاصة أكدن أنهن يعشن ظروفا غير مريحة لا تساعدهن على الدراسة وهن الآتيات من جهات بعيدة بعد حصولهن على شهادة الباكالوريا وكلهن أمل في الاجتهاد والنجاح في الدراسة، إلا أنهن اصطدمن بواقع مرير لم يخطر على بالهن مما أجبر عددا كبيرا منهن إلى توجيه مراسلات إلى الجهات المسؤولة، وتحرير أكثر من عريضة باسم المدير العام لديوان الخدمات الجامعية بالوسط (أمدونا بنسخ منها).
ومن بين أبرز المشاكل والتجاوزات المقترفة في حقهن تقول الطالبات الترفيع في معاليم الترسيم من 62 دينارا إلى 65 دينارا في بعض المبيتات، ورفض إحدى مديرات مبيت خاص تسليمهن مفاتيح الغرف إلا بعد دفع مبلغ 5 دنانير، إضافة إلى دفع 10 دنانير أخرى شهريا لكل طالبة للتمتع بخدمة «الويفي»، وإغلاق مطبخ أحد المبيتات الموجود في الطابق الأرضي، وغلق بيوت الاستحمام، وإجبارهن على دفع معلوم يقدر بعشرة دنانير شهريا للتمتع بهذه الخدمة، ونقل أدباش الطالبات في غيابهن من غرفة إلى أخرى دون علمهن، وإقدام حارس أحد المبيتات إلى الدخول إلى غرفهن دون استئذان في أي وقت يشاء ليلا أو نهارا وهو في حالة سكر واضحة.
وأضفن أن إدارة أحد المبيتات الخاصة قامت بإضافة أسرّة في غرف لا تتسع حقيقة إلا لطالبتين بهدف تحقيق الربح المادي دون اكتراث براحة المقيمات، هذا دون الحديث عن اللامبالاة، والتجاهل في حالات المرض التي تستوجب العلاج بالمستشفى خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، والنقص الفادح في وسائل النقل العمومي نظرا لبعد بعض المبيتات عن الكليات والمعاهد العليا، والمطاعم الجامعية.
وفي ذات السياق قالت إحدى الطالبات إن بعض أصحاب المبيتات الخاصة يعمدون إلى كراء «استوديوهات» قريبة من هذه المبيتات إلى شبان من دولة شقيقة وهو ما تسبب لهن في مضايقات ومعاكسات متكررة، بل أكثر من ذلك فقد أكدت أن عددا من زميلاتها روين لها تفاصيل تعرضهن إلى تحرشات جنسية من بعض العاملين في هذه المبيتات الجامعية الخاصة.
وإزاء هذه الخروقات والتجاوزات القانونية فهناك من غيّرت مكان إقامتها، إلا أن ذلك يعتبر حلا ظرفيا، وأغلب الطالبات يطالبن وزارة التعليم العالي، والسلط الجهوية بالتدخل العاجل، واتخاذ الإجراءات الردعية المناسبة حماية لهن من «جشع» بعض أصحاب المبيتات الخاصة، وحتى تتوفر لهن ظروف الإقامة المريحة والمشجعة على المضي قدما في طريق النجاح والتفوق.