«جمهور مثالي لفريق استثنائي» ذلك ما تعودنا أن نصف به أحباء الترجي الرياضي بحكم انهم قدموا درسا بليغا في الوفاء لناديهم من خلال مساندته في كل مكان حتى إن تحول الى اليابان كما حدث في النسخة الماضية من كأس العالم للأندية. ولكن يبدو ان أحداث الشغب التي رافقت لقاء الفريق ضد «مازمبي» في رادس أصبحت تطرح أكثر من سؤال. ارتأت احدى المجموعات التي تدين بالولاء للأصفر والأحمر ان تطلق على نفسها اسم «فدائيي الترجي» ولئن لا نشك في العشق المجنون من قبل أعضائها للترجي الرياضي فإن كل المؤشرات تؤكد ان فريق «باب سويقة» قد يصبح «كبش الفداء» بما أنه سيعاقب بذنب لم يرتكبه حيث انه قد يتعرض الى عقوبة من قبل الاتحاد الافريقي لكرة القدم بسبب أحداث الشغب التي شهدتها مباراته ضد «مازمبي» كما ان هذا التناحر القائم بين مختلف المجموعات المناصرة للفريق أثناء المباريات ستؤدي حتما الى شق صفوف النادي، وهو ما دفع إدارة الترجي الى فتح هذا الملف الخطير وذلك بعقد اجتماع طارئ خلال الايام القليلة القادمة بحضور كل الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع.
من المؤكد ان الجماهير تتذكر جيدا المشجع الصربي المعروف «إيفان بوغدانوف» الذي تصدرت صوره العديد من الصحف في العالم بسبب عنفه وهو مناصر ملثم ومعروف اشتهر بضلوعه في أعمال الشغب في الملاعب وقد اتضح ان ملاعبنا تعج بأمثال «بوغدانوف» حيث نلاحظ وجود عدة مشجعين ملثمين ينتمون الى المجموعات المناصرة للأصفر والأحمر على غرار «مجموعة زاباتيستا» التي ظهرت الى الوجود عام 2007 ويذكر ان عدد هذه المجموعات تزايد بشكل واضح خلال السنوات الماضية حتى أن إدارة الترجي أصبحت عاجزة عن احصائها ونذكر منها «الألترا» (تأسست عام 2002) و«سوبراسو» (2004) و«بلود آند قولد» (الدم والذهب) «تورسيدا» و«ماتادور» و«فدائيو الترجي» (هذه التسمية تحملها ايضا احدى المجموعات المناصرة لنابولي الايطالي و«لوس فيرورس» و«روزيستا أرمادا» و«زاباتيستا» و«لوس ليبرادوس»... وغيرها ومثلما رفعت احدى المجموعات لافتة كتب عليها «الترجي حكاية لا تنتهي» فإن هذه المجموعات أحدثت بدورها جدلا لا ينتهي مطلقا سواء في الملاعب أو داخل هيئة الترجي الرياضي.
المجموعات تعاني التهميش
تحدثنا الى السيد حسام الدين بوبكر رئيس لجنة ميثاق الرياضي التابعة للترجي الرياضي فلم يخف أن هذه المجموعات تشعر بالتهميش من قبل إدارة الفريق حيث ترسخ الاقتناع في صفوف أعضائها أن إدارة الأصفر والأحمر لم تمنحهم العناية اللازمة ولم تستمع الى شواغلهم هذا فضلا عن شعورها بالنقمة تجاه بعض المسؤولين الذين تعمدوا نعتها بعدة صفات غير مقبولة كقول أحدهم في السابق «إن هذه الفئة من الجماهير تعدّ شرذمة لا صلة لها بالأحباء الحقيقيين للترجي» وأضاف السيد حسام الدين بوبكر ان «لجنة ميثاق الرياضي تحاول المساهمة في تأطير هذه المجموعات ولكن لا تتمتع بأية سلطة تجاهها اي أنها غير قادرة على فرض قرارات معيّنة على نشاطها».
إشكال قانوني
ويضيف السيد حسام الدين بوبكر ان الترجي اقترح على هذه المجموعات العمل صلب جمعيات وذلك من خلال الحصول على تأشيرة في الغرض من الوزارة الأولى وهو ما سيجعلها تمارس نشاطها في الأطر القانونية المتعارف عليها ومن جهة أخرى أشار حسام الدين بوبكر الى جملة الأفكار التي ترتكز عليها هذه المجموعات حيث قال إنها ترفض سياسة الضغوطات من قبل اي طرف كما أنها تفضل الانطواء وترفض الظهور في وسائل الإعلام بل ان بعض أعضائها يريدون الحصول على انخراطاتهم السنوية في الفريق دون ان تكون مرفوقة بصورهم وذلك لعدة اعتبارات».
اجتماع مرتقب
من جهة أخرى أكد السيد نجيب بن منصور المكلف بالأحباء ان النية أصبحت تتجه نحو عقد اجتماع خلال الأيام القليلة القادمة في مقر الفريق وذلك بحضور ممثلي هذه المجموعات وأضاف بن منصور أنها تضم في صفوفها العديد من الإطارات أي انها تتميّز بقدر عال من الوعي ولكنها تفقد السيطرة على الوضع في المقابلات بسبب تسلل بعض الأشخاص صلب هذه المجموعات.
خدمة الأغراض الشخصية
اتهم نائب العضو المكلف بالأحباء مهيب بن تنفوس أحد مسؤولي الفريق بالسعي الى إحداث التفرقة بين الأحباء من خلال إثارة المشاكل بينها أثناء المباريات خدمة لأغراضه الشخصية وقال بن تنفوس ان أعضاء هذه المجموعات مطالبون بتقديم حبهم للترجي على انتمائهم لمختلف المجموعات المذكورة.
هذا موقف لجنة القوانين
تعتقد لجنة القوانين بالترجي أن هذه المجموعات في حاجة الى العمل صلب جمعيات وقد تمّ إبلاغها بهذا الموقف وذلك من باب النصح فحسب بما ان لجنة قوانين الترجي ليست لديها أيضا اية سلطة على نشاط هذه المجموعات.