بعد يوم اول اشتدت فيه اللهفة والتدافع على الخرفان الرومانية، تراجع الاقبال في اليوم الثاني وانخفضت الاسعار بشكل ملحوظ باستثناء نوع وحيد لم يتبق منه الا حوالي مائة راس... «الشروق» تحولت إلى فضاء مخصص للبيع بصفاقس. شهدت مختلف نقاط بيع الخرفان الرومانية اقبالا كبيرا في اليوم الاول جعل بعضهم ينتظر ساعات لشراء اضحيته مصحوبا بعدد من افراد عائلته للتقليل من وقت الانتظار ولاختيار ما يناسب ميزانيتهم.
في اليوم الثاني خف الاقبال على نقاط البيع فانخفضت اللهفة والتدافع وتراجعت اسعار الخرفان بثلاثين دينارا في كل نوع من الانواع التي حددتها شركة بيع اللحوم بألوان مختلفة منها الازرق والاخضر من 300 دينار إلى 270 دينارا والاسود من 270 دينارا إلى 240 دينارا في حين حافظت خرفان اللون الاحمر على ثمنها ب350 دينارا وهو ما فسره البعض بقلة الاعداد المتبقية من هذا الصنف فلم يتبق الا حوالي مائة رأس بعد أن شهد اقبالا كبيرا عليه في اليوم الاول.
وحسب رحيم بوقصة ممثل شركة اللحوم فإن الكمية التي تم توفيرها للجهة بلغت 9500 رأس بيع منها في اليوم الاول 1300 رأس في النقاط الثلاث المعدة للبيع بساقية الزيت وساقية الدائر وفضاء «المصارف الصفاقسية» كنقطة بيع وفضاء ايواء وقد تم التخلي عن نقطتي البيع بطريق قابس لاسباب امنية ولمحاصرة «القشارة» والمتلاعبين بالاسواق.
تحييد «القشارة» وابعادهم عن نقاط البيع المنظمة قدر المستطاع تحدث عنه نوفل العلوي رئيس مصلحة الجودة والمنافسة والابحاث الاقتصادية مؤكدا ان «نقاط البيع الثلاث التي تم اعدادها خففت كثيرا من تدخل «القشارة» رغم انه لا يمكن منع المستهلك من شراء أكثر من خروف ولكن مهمة فرقتي المراقبة الاقتصادية المعززة برجال الامن تنتقل من سوق إلى آخر لمراقبة كل محاولات لبيع هذه الخرفان خاصة وأن بأُذن كل خروف تم تثبيت «ابزيم» لا يمكن نزعه الا عبر قص الاذن وهو ما يسهل عملية المراقبة فضلا عن الشكل المميز لخرفان رومانيا.
بعض الشائعات تم تسريبها حول صحة الخرفان اثرت في أرباب العائلات وجعلتهم يترددون قبل شراء الاضحية خاصة مع رؤية بعض الخرفان تتنفس بصعوبة وهو ما فسره الدكتور البيطري كمال البرادعي رئيس دائرة الانتاج الحيواني بمندوبية الفلاحة بصفاقس مؤكدا أن «السبب الرئيسي لما حصل يعود إلى الهجمة الكبيرة على الخرفان في اليوم الاول بما جعلها تفر وتجري من مكان إلى اخر وتلهث كثيرا تعبا مما لحقها وقد تم توفير خمسة خزانات ماء تأخرت قليلا في البداية بسبب الاختناق المروري ولم يقع تسجيل اية حالة خطرة ويمكن ان نفسر بعض الحالات بطريقة سحب المواطن للخرفان وما يرافقها من عملية اختناق».
الاقبال على شراء الاضحية كان قياسيا في اليوم الاول وعاديا في اليوم الثاني وقد اكد محمد السيالة ذي 49 سنة «في الحقيقة عندما دخلت في المرة الاولى السوق اصابتني الرهبة لرؤية عدد من الخرفان جاثية تتخبط وقد تبين في ما بعد ان السبب شعورها بالعطش لتعود إلى حالتها الطبيعية بعد تقديم المياه لها فتشجعت وأقدمت على شراء اضحية في حدود الميزانية الممكنة اما عن الاشاعات التي سادت خلال الايام القليلة الماضية فلم تؤثر في قراري لثقتي في الطب البيطري التونسي».
مهدي اسماعيل عامل يومي جاوز الثلاثين كان رفقة والده اكد من ناحيته على ان «الخرفان الرومانية كان الحل الامثل لضعيفي الدخل خاصة وان اسعارها في متناول الجميع وهو ما مثل ضربة قاصمة «للقشارة» الذين يبيعون خرفانا لا تقل اسعارها عن 400 دينار وتصل في بعض الاحيان إلى 900 دينار وقد تحولت إلى اسواق جبنيانة والعجانقة واللوزة فكانت الاسعار باهظة جدا وفاقت امكانيات اغلب اصحاب العائلات».