خلفت حركتا تقريب الازواج والانسانية الخاصتين بالمعلمين على المستوى الوطني خلال بداية النصف الاول من شهر سبتمبر الجاري شغورات عدة بالمدارس الابتدائية تجاوز 215 معلما، الأمر الذي عطّل سير الدروس وأربك التلاميذ لكثرة الغيابات. هذا النقص في عدد المعلمين بالجهة ولد استياء كبيرا لدى الاولياء والتلاميذ والمديرين بالجهات بالولاية, وبعد أن مضى شهر من انطلاق العودة المدرسة الحالية على نهايته مازالت اغلب المدارس الابتدائية بمناطق ولاية زغوان تشكو نقصها متباينا في اطار التدريس من مدرسة إلى اخرى مما انجر عنه تعطلا في سير الدروس واغلاق بعض المدارس الابتدائية.
وفي ظل هذه الظروف فإن العودة المدرسة الحالية شهدت عديد الصعوبات والمشاكل والنقائص مما انجر عنه تذمرات واحتجاجات كبيرة من الاولياء ومديري المدارس الابتدائية وحتى التلاميذ انفسهم في كامل معتمديات ولاية زغوان.
ولقد عبر أهالي ولاية زغوان عن استغرابهم واستيائهم العميق من عدم توفر الاطار التربوي الكافي بالمدارس الابتدائية بالجهة مؤكدين أن انطلاق هذه السنة الدراسية كان مختلفا اختلافا كبيرا عن بقية افتتاحات السنوات الدراسية الماضية وصرحوا انهم استعدوا الاستعداد الجيد لاستقبال السنة الدراسية الجديدة وهيأوا منظوريهم لكن وزارة التربية لم تستعد لهذا الحدث الهام مثلهم وذلك باتخاذ جميع الاجراءات التنظيمية اللازمة والعمل على انجاح مفتتح السنة الدراسية الجارية.
وقد تساءل الاولياء عن سبب بطء الوزارة المعنية في سد الشغورات الحاصلة في حدود 215 معلما ناتج عن كثرة عدد المعلمين المغادرين للجهة في نطاق حركة تقريب الازواج والحالات الانسانية ويرى الاولياء أن وزارة التربية كبلت المندوبية الجهوية للتربية وقيدتها بمناشير وقرارات واتفاقيات مع الاطراف النقابية تنص على عدم الالتجاء إلى سد الشغورات بالنواب مثل السنوات السابقة خوفا من تمسك النائب بالمركز المعين به كما حدث في السنة الفارطة في بعض المدارس.
و في هذه الحالة وجدت المندوبية الجهوية للتربية نفسها عاجزة عن ايجاد الحلول العاجلة للشغورات وفي هذا الاطار وحسب مصادر مؤكدة من المندوبية الجهوية للتربية فإن هناك 6 مدارس بالجهة لا يوجد فيها الا مدير المدرسة واكثر من عشرة مدارس ابتدائية من مختلف جهات زغوان أغلقت ابوابها ودخلت في عطلة اضافية وذلك لعدم توفر الاطار التربوي اللازم من ناحية ومنع الاولياء لأبنائهم للذهاب إلى المدرسة لعدم قبولهم التدريس بنظام الفرق بين فصل واحد من جهة اخرى. ويرون أن العمل بهذا النظام له عديد الانعكاسات السلبية على ابنائهم ولا يثمر نتائج مرجوة ونظرا لتواصل الاخلالات بالمؤسسات التربوية الابتدائية بالجهة فإن أهالي ولاية زغوان يطالبون من السيد وزير التربية بالتدخل العاجل لإيجاد الحلول الملائمة والعاجلة وذلك بتوفر الاطار التربوي وإلغاء نظام الفرق المتواجد بكل المدارس الريفية بالجهة.
ويحمل الاولياء بولاية زغوان المسؤولية إلى وزير التربية ويطالبونه بالاسراع والتحرك واتخاذ القرارات الفاعلة وانقاذ الجهة من وضع تربوي كارثي لم تعرفه الجهة منذ عقود. ويأمل الاهالي أن تنطلق الدروس ويعود اطفالهم إلى المدارس في اقرب وقت وفي احسن الظروف والحالات واعادة البسمة والراحة للتلاميذ والولي على حد السواء ويصرحون بأنهم متمسكون بمواقفهم ومواصلة الاحتجاجات والتصعيد في انتظار الحلول الناجحة.