أعلنت تسع ولايات أمريكية أمس حالة الطوارئ بسبب الإعصار «ساندي»، فيما أغلقت الأممالمتحدة وبورصة نيويورك أبوابهما، وأوقفت السلطات في مدينة نيويورك كل وسائل النقل العام وقرر الرئيس أوباما ومنافسه الجمهوري رومني تعليق حملتهما الانتخابية. ومن المفترض وباعتبار الفارق في التوقيت - أن يكون الاعصار قد وصل الى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بعد منتصف الليلة الماضية، وبعد مروره بولايتي نيويورك ونيوجرسي، سيواصل الإعصار سيره داخل القارة الأمريكية، وفق خبراء الأرصاد الجوية.
وتحولت حياة ملايين الأمريكيين في مدينة نيويورك إلى ما يشبه الحرب، حيث بدأ سكانها في جمع المؤونة والاستعداد ل«العدو» الجديد، وهو ليس سوى إعصار قوي، يقترب شيئا فشيئا نحو سواحل المدينة الحالمة.
وقد حذر الرئيس الأميركي، باراك أوباما الليلة قبل الماضية، من خطورة الإعصار ساندي الذي كان يقترب من الساحل الشرقي للولايات المتحدة مهددا برياح عاتية وفيضانات وانقطاع الكهرباء قبل أسبوع من انتخابات الرئاسة والكونغرس.
يأتي ذلك في وقت، أمر رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرغ، بإجلاء 375 ألف شخص في المناطق المنخفضة المهددة بالإعصار. وحض الرئيس أوباما سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة على أخذ «ساندي» «على محمل الجد»، واتباع تعليمات السلطات المحلية وسلطات الولاية. وجاءت تصريحات أوباما بعد اطلاعه على وضع العاصفة التي تقترب من البلاد في مقر وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية. من جانبه، صرح بلومبرغ في مؤتمر صحفي: «هذه عاصفة خطيرة».
والإعصار الذي يتقدم فوق المحيط الأطلسي، من الفئة الأولى على مقياس سافير سمبسون المؤلف من خمس فئات، ويتوقع أن تصاحبه رياح بسرعة 120 كيلومترا في الساعة بحسب المركز الوطني للأعاصير في ميامي.
وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يرتفع منسوب مياه الأمطار إلى 30 سنتيمترا بالإضافة إلى سقوط ثلوج كثيفة في بعض المناطق. ويقول خبراء طقس إن العاصفة «ساندي» ستملك كل المكونات لتتحول إلى «عاصفة فائقة» عملاقة لم تشهد الولاياتالمتحدة مثيلا لها منذ عشرات السنين. وهي عاصفة استوائية هائلة تتحرك ببطء بمساحة 1050 كيلومترا. وقال خبراء إن الفيضانات الناجمة عنها يمكن أن تتسع وتتسبب في موجات مد عالية «تسونامي». وحث مسؤولون السكان على تخزين الطعام والماء والبطاريات تحسبا لاشتداد العاصفة، فيما تبحث سلطات نيويورك إغلاق أكبر شبكة مواصلات في البلاد بسبب مخاوف من أن تسبب العاصفة رياحا عاتية تجعل استخدام قطارات الأنفاق والحافلات مسألة بالغة الخطورة.
و تسبب الاعصار حتى مساء أمس في اغلاق الأممالمتحدة وبورصة «وول ستريت» (التي انحصر نشاطها في المعاملات الالكترونية) ومؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي والعالي وشبكات النقل البري والحديدي والبحري والجوي في نيويورك .
وفي نيويورك أيضا عمد سكان وموظفون في شبكات النقل إلى حماية الممتلكات بأكياس من الرمل، فيما تشكلت طوابير أمام المتاجر الكبرى لشراء المواد الغذائية، وأفادت أجهزة الرصد الجوي بأن الإعصار ساندي سيشتد بعد أن يلتقي بجبهة باردة مصدرها كندا
وأودى الإعصار حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 59 شخصا أثناء اجتياحه لجزر الكاريبي بينهم 44 شخصا في جنوب هايتي معظمهم لاقوا حتفهم نتيجة السيول والانهيارات الطينية. وقال مسئولون إن 11 شخصا آخرين قتلوا في كوبا وذلك بسبب انهيار أبنية.
وتمثل العاصفة التي تأتي خلال الاستعدادات المحمومة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في السادس من نوفمبر تحديا لحملة الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني اللذين قررا تجميد حملتهما الانتخابية والغاء سلسلة من الاجتماعات المبرمجة.